كيف أثر “فيس بوك” على حياتنا النفسية والاجتماعية

فيس بوك

لم تعد مواقع التواصل الاجتماعي مجرد مواقع عادية موجودة على الإنترنت، بل أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية، إلى درجة أن غالبية الناس لا يستطيعون تصور حياتهم من دون “فيسبوك” وتصفح الموقع يوميًا، وصار يُنظر للأشخاص الذين هم خارج هذا الموقع باعتبارهم خارج الحياة الطبيعية اليوم.

في هذا الكتيب أن يصل إلى مجموعة من الخلاصات المتعلقة بالآثار السلبية المترتبة على العيش في موقع “فيسبوك”، باعتبار أن هذه الآثار تحاكي شعور جميع من تفاعلوا مع هذا الموقع، وسيشعر به الفرد بعد أن يحاول ترك “فيسبوك” لمدة معينة، ويرى أثر ذلك عليه ويقارنها مع الفترة التي كان موجودًا فيها في الموقع.

لا ينكر الكاتب بطبيعة الحال النقاط الإيجابية الموجودة في موقع فيسبوك، مثل أنه فتح العالم على بعضه البعض بشكل غير مسبوق، كما أنه ساعد في الحفاظ على التواصل بين الناس البعيدين عنا، بالإضافة أنه سهل عملية التعرف على أشخاص يشتركون معنا في الاهتمامات والأفكار، وغير ذلك من الفوائد على الصعيد الاجتماعي والسياسي والعملي؛ ولكن سيطرته على حياتنا اليومية يدعونا لعمل مراجعات لآثاره وتقييمًا بانعكاساته على حياتنا.

إنه بعد خمس سنوات من استعماله لموقع فيسبوك، قد لاحظ انخفاضًا في مستوى التفاعلات الإنسانية الحقيقية في حياته، ومن ضمن الأسباب التي أثرت على ذلك هو طبيعة العلاقات الاجتماعية في الزمن الراهن، حيث يقول إنه “خلال هذه الفترة، نمى إحساسي بأنه هنالك نقص غريب في حميمية معظم التفاعلات الإنسانية في يومي؛ الكل يبدو أقل حضورًا، أقل إنسانية، مستعجل ومرهق بشكل دائم، وأكثر ميكانيكية، لكن الكل كان يعيش على الفيسبوك أفضل أيامه”.

بمعنى أنه هناك نوعًا من الانفصام بين حياة الناس العادية، وبين ما يظهرونه على حسابات الفيسبوك الخاصة بهم، وبالتالي هذا جعل الاتصال الشخصي مع بَعضُنَا البعض أقل من اتصالنا بالأجهزة والتكنولوجيا، إلى درجة فقدان الهوية الشخصية الحقيقية على حساب الهوية الافتراضية على الفيسبوك.

بالإضافة إلى إفراط التعلق بالحياة الاجتماعية على الفيسبوك أكثر من الحياة الواقعية، مثل أنه يمكن أن تلتقي صدفة بصديق ضمن قائمة أصدقائك من دون أن تلقي التحية عليه في الشارع أو في الحياة العادية، أو كيف أن البعض يشعر بصعوبة في إقناع صديقه أو أَحد أفراد عائلته بالنهوض عن اللابتوب والخروج للتسكع بدلاً من الجلوس، أو أن تطلب من أحدهم أن ينظر إلى وجهك عند الحديث معه بدلاً من طأطأة الرأس نحو هاتفه الذكي.

0 Comments