هكذا ساهم الإخوان في زيادة نشاط اليمين المتطرف بأوروبا

 

أوروبا

هكذا ساهم الإخوان في زيادة نشاط اليمين المتطرف بأوروبا


تسببت جماعة الإخوان ودورها المشبوه في قارة  أوروبا خلال الفترة الماضية في زيادة تطرف ونشاط اليمين المتطرف في أكثر من دولة أوروبية، وأعطته الفرصة كي يتمدد على الساحة السياسية، ويتوغل بالمجتمعات بحجة مواجهة الإسلاموية والتيار المتطرف المتصاعد.

ففي فرنسا يعمل اليمين المتطرف بشتى الطرق لإثبات فشل الحكومة في مواجهة التطرف، مستشهداً بحوادث العنف والإرهاب التي تحدث بشكل متكرر من قبل أنصار جماعة الإخوان والجماعات المتطرفة، ومثال على ذلك ذهبت مارين لوبان، وهي زعيمة اليمين المتطرف، إلى سجن "بوردوجراديجنان"، وتحدثت مع مجموعة ضباط في السجن المكتظ بعدد من المتطرفين، وعقب ذلك نشرت ذلك لوسائل الإعلام كنوع من الدعاية ضد الدولة، لتؤكد أنّ حكومة بلادها تفشل في القضاء على الإرهاب، وأنّ سجونها فيها عدد كبير من الإرهابيين

وتوعدت لوبان عبر أكثر من حساب شخصي لها بمواقع التواصل الاجتماعي بتعزيز إغلاق الحدود لمنع الهجرة، مع تكريس الجذور اليونانية واللاتينية والمسيحية لأوروبا، مؤكدة أنّ ذلك وفق معاهدات الاتحاد الأوروبي، مع عزل الجذور الإسلامية، من أجل الدفاع عن القيم الأوروبية في مواجهة جماعة الإخوان. وأكدت أنّها ستقوم أيضاً بجولة في فرنسا وأوروبا للتحدث بشكل علني عن خطر الأسلمة، وبررت عنصريتها تجاة المسلمين بزيادة الخطر الإخواني في جميع أنحاء أوروبا.

ولم تكتفِ لوبان بهذا القدر، فقد هاجمت عمدة مدينة فرانكفورت الألمانية بسبب تعليقه زينة رمضان، كما اعترضت على إنشاء مدرسة للقرآن في شاتو دي شينون، وبررت ذلك بقولها: "إنّ وجودها ضار، لأنّ الأمر له علاقة بالإخوان، ووصفت حزب الجمهوريين المحافظ بأنّه يميني إسلامي"، بحسب قولها.

وبسبب الإخوان قام حزب الاسترداد اليميني بتوظيف التطرف الإسلاموي، ووصف كل المسلمين بالتطرف، وأكد أنّ الحزب يرغب في فرض حصار عسكري بحري في البحر المتوسط، لوضع حدود عازلة خارج الحدود الرسمية، عن طريق اتفاقيات التعاون مع دول البحر المتوسط، من أجل مكافحة الهجرة من دول شمال أفريقيا إلى فرنسا.وكانت المتحدثة باسم حزب (الجمهوريين) اليميني المتطرف في فرنسا ليديا غيرو، قد طالبت الرئيس إيمانويل ماكرون بتصنيف الإخوان المسلمين منظمة إرهابية.


وطالبت غيرو في مقال رأي مطول ورسالة موجهة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نشرته صحيفة (لوجورنال دو ديمانش)، طالبت الرئيس والحكومة الفرنسية بالعمل على ضمان سلامة المجتمع الفرنسي، وتحصينه ضد خطر الإخوان، مُضيفةً: "دحر آباؤنا خطر النازية، وعلينا اليوم دحر خطر الفكر الإخواني، ومنعه من التغلغل أكثر في النسيج المجتمعي الفرنسي".

وفي إيطاليا يعيش أكثر من (2) مليون مسلم أسوأ الفترات؛ بسبب تصرفات جماعة الإخوان المسيطرة على المساجد هناك.فالمسلمون هناك مستهدفون من قبل الحكومة الائتلافية بقيادة حزب إخوان إيطاليا اليميني، وهم ثاني أكبر مجموعة دينية في البلاد بعد المسيحيين، بالإضافة إلى أنّ الحكومات المحلية هناك ورؤساء البلديات يفرضون في الوقت الحالي قيوداً على حقوق المسلمين خاصة في ممارسة شعائرهم الدينية، بحجة سيطرة الإخوان على المساجد والجمعيات والمراكز الإسلامية هناك، وبسبب فكرهم المتطرف.


فعلى سبيل المثال في مونفالكوني، وهي بلدة تقع في الجزء الشمالي من شبه الجزيرة الإيطالية، فرضت الإدارة المحلية هناك قيوداً صارمة على المسلمين؛ بسبب سيطرة الجماعة على المساجد، وتوجيه خطاب ديني متطرف يدعو إلى العزلة، وفي المجمل فإنّ المسلمين هناك لا يعيشون بشكل سليم، والسبب هو الإخوان.

وبالنسبة إلى أوروبا، لا تكمن المشكلة في ازدياد عدد المسلمين، وإنّما في التطرف والإرهاب والسلوك العنيف الذي يُمارَس نتيجة للتربية الإيديولوجية المتطرفة التي يكرّسها تنظيم الإخوان المسلمين والسلفيون.  

وبحسب دراسة أجراها المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية، فإنّ تلك الإيديولوجية تمنع المسلمين من الاندماج في المجتمع النمساوي، وتعزز الانفصالية الإسلاموية، وتؤدي إلى خلق كيان موازٍ داخل الدولة، وهذا ما يثير مخاوف الحكومة والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني في البلاد. لذا توقع مسؤولو أمن أوروبيون تزايد التهديدات بوقوع هجمات ينفذها إسلاميون أصبحوا متشددين بسبب الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين، مرجحين أنّ تمثل "الذئاب المنفردة" الخطر الأكبر.   

في المحصلة، قد تواجه الدول الأوروبية بعد حرب غزة خطرين: الأوّل تصاعد نفوذ الإخوان المسلمين وسيطرتهم على أكبر المراكز الإسلامية؛ والثاني يتمثل في انتشار جماعات اليمين المتطرف وممارساتها العنصرية ضد الأقليات وخاصة الجالية المسلمة. ومع تزايد أخطار تيار الإسلام السياسي، تصبح قضية دمج المسلمين في المجتمع الأوروبي من أولويات عمل الحكومة ومنظمات المجتمع المدني لسد أيّ ثغرات في العلاقات بين الجاليات المسلمة وباقي فئات المجتمع، وصدّ محاولات الإخوان استقطاب فئات الشباب نحو التطرف باستغلال حرب غزة، وممارسات جماعات اليمين المتطرف العنصرية ضد المسلمين.

ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ اليمين المتطرف فاز في الانتخابات في إيطاليا وهولندا، ويتصدر استطلاعات الرأي في فرنسا والنمسا وبلجيكا، وله حصة في حكومتي فنلندا وسلوفاكيا، وهكذا يمكن أن يكون بوسعه الحصول على أكثر من (3) من كل (10) أصوات عندما تصوت دول الاتحاد الأوروبي الـ (27) في الانتخابات الأوروبية في الفترة من 6 إلى 9 حزيران (يونيو)، وفق ما نقلت شبكة (بي بي سي).  

وبهذا يمكن أن يصبح اليمين المتطرف قوة عاتية في البرلمان الأوروبي، وهذه القوة ناتجة عن ممارسات جماعة الإخوان في تلك الدول.

0 Comments