الإخوان يتاجرون بالسودان... الثروات والأراضي مقابل الدعم العسكري

 

السودان

الإخوان يتاجرون بالسودان... الثروات والأراضي مقابل الدعم العسكري

أعاد الحديث عن إنشاء قاعدة عسكرية روسية على سواحل السودان على البحر الأحمر أطماع جماعة الإخوان المسلمين إلى الواجهة، التي تسعى بأيّ ثمن كان للعودة إلى الحكم، حتى لو كان هذا على حساب البلاد التي أنهكتها الحروب.

فبالأمس كان الحديث عن إقامة قاعدة عسكرية إيرانية برعاية الحركة الإسلامية، واليوم الحديث عن قاعدة عسكرية روسية كان الرئيس المخلوع عمر البشير قد أبرم اتفاقية بشأنها مع الرئيس فلاديمير بوتين عام 2017.

وأكد تصريح السفير السوداني لدى روسيا محمد سراج السبت الماضي أنّ مشروع إنشاء قاعدة عسكرية روسية على سواحل السودان على البحر الأحمر ما زال قائماً.


وقال سراج: إنّ السودان "لن يتخلى عن التزاماته التي تم الاتفاق عليها مع  روسيا حول بناء قاعدة بحرية روسية في البحر الأحمر"، مؤكداً أنّه بمجرد أن يتم الانتهاء من بعض الإجراءات سيتم تشييد القاعدة.

وكان ميلاد مشروع قاعدة عسكرية روسية في السودان في عام 2017 عندما زار الرئيس السابق عمر البشير روسيا، لكن تم تعليق بروتوكول التعاون العسكري الذي وقع بين البشير والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ثم بدأ الحديث عن إحيائه.

 يعود عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي السوداني، وبعد أكثر من عام على اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لتفعيل البروتوكول العسكري بين السودان وروسيا.

وقد قام نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، مبعوث الرئيس الروسي، ووفد كبير مصاحب له، بزيارة إلى بورتسودان في نيسان (أبريل) الماضي، وأجرى لقاء مع عدد من المسؤولين السودانيين، وتحدث بوغدانوف وقتها عن رغبة موسكو في إظهار دعم روسيا لسيادة ووحدة السودان، ورفضها التدخلات الأجنبية.


 في إطار إحياء بروتوكول التعاون العسكري، فرضت موسكو شروطاً لمدّ الجيش السوداني بأسلحة ومساعدته في الحرب ضد قوات الدعم السريع، وأول هذه الشروط يتعلق بإنشاء القاعدة البحرية العسكرية، وعدم التعاون مع أوكرانيا، وتخصيص مربعات للتعدين في مناطق محددة غنية بالذهب واليورانيوم.

ووفقاً للمصدر نفسه، قبلت حكومة البرهان جميع الشروط، وطلبت إعادة الخبراء العسكريين الذين كانوا يعملون مع الجيش سابقاً، وأكد المصدر أنّ روسيا وافقت على ذلك، ووعدت بإرسال خبراء من الفيلق الأفريقي لمساعدة الجيش وحماية مناطق التعدين الروسية في السودان.

 أنّ المناقشات تدور الآن حول ما إذا كان سيتم العمل بالاتفاق السابق للبروتوكول، الذي يعطي روسيا حق الانتفاع (25) عاماً مع فترة سماح (10) أعوام، أو كما تريد حكومة البرهان أن تكون مدة العقد ما بين (10) أعوام إلى (15) عاماً، مع فترة سماح (5) أعوام.

بالإضافة إلى رغبة البرهان في تسمية القاعدة العسكرية بـ "نقطة تزود بالوقود"، لتجنب غضب محتمل من دول إقليمية ودولية.


هذا، وكان تحقيق سابق قد كشف أبعاد العلاقة بين موسكو والقيادة السودانية الجديدة برعاية قادة في جماعة الإخوان، التي منحت روسيا حق الوصول إلى ثروات الذهب في الدولة الواقعة في شرق أفريقيا مقابل الدعم العسكري والسياسي، خاصة أنّ موسكو تنظر إلى ثروات الذهب الأفريقية بوصفها وسيلة للتحايل على العقوبات الغربية التي فرضت عليها بعد شنها عملية عسكرية على أوكرانيا في شباط (فبراير) 2022.

أمّا من جانب إيران، فقد ربط سياسي سوداني الجمهورية الإيرانية بجماعة الإخوان المسلمين، وكشف المصلحة المشتركة بين الطرفين القائمة على إطالة أمد الحرب.

وحذّر السياسي الفاضل منصور من أنّ إيران تخطط لإطالة أمد الحرب في السودان من خلال تحالفها مع جماعة الإخوان هناك، وتحقيق أهدافها، خصوصاً إيجاد موطئ قدم لها في البحر الأحمر، وإقامة قاعدة عسكرية على سواحله.

وأكد منصور أنّ هناك تقاطعاً بين النظام الإيراني وجماعة الإخوان المسلمين في السودان، ويسعى النظام الإيراني إلى إنشاء قواعد عسكرية في السودان، حتى ينتقم من خصومه في منطقة البحر الأحمر.

وأوضح أنّ إيران دفعت بقوات "كوماندوز" لتدريب عناصر الجيش السوداني، رغبة من طهران في إطالة أمد هذه الحرب.


واعتبر أنّ مصالح الإخوان المسلمين ارتبطت بشكل مباشر مع النظام الإيراني، لذلك نرى الآن أنّ الجيش السوداني عاجز تماماً بسبب هذا الملف في أن يلتزم بأيّ شروط طُرحت في المفاوضات التي تمت برعاية دولية.

وتابع أنّ الفرصة الوحيدة المتاحة أمام الجيش اليوم هي أن ينفذ شرط القبض على عناصر تنظيم الإخوان الذين يتجولون الآن في أماكن سيطرته، بل الذين يتولون المهام القتالية والعسكرية في الصفوف الأمامية بالتعاون مع النظام الإيراني على نحو مباشر.

يذكر أنّ إيران تعتمد على جماعة الإخوان في السودان لتضمن تطويق القرن الأفريقي، عبر امتلاك قاعدة عسكرية على البحر الأحمر وبحر العرب، وهو امتداد يصل إلى الحوثيين في اليمن، ويشكل نقطة امتداد يصعب على الدول الغربية قطعها. 


ووفق مراقبين، فإنّ جماعة الإخوان مستعدة لبيع السودان في سبيل تحقيق أهدافها وتطلعاتها، وإنّ الأمر لن يتوقف عند روسيا وإيران بل سيتجاوزه، خاصة أنّ الجيش المهيمن عليه من قبل الكيزان يحاول حشد الدعم الدولي عبر التنازل عن ثرواته وأراضيه، وفي القريب العاجل سوف نشهد هذا جليّاً مع إحدى الدول الأوروبية التي تسعى للعودة بقوة إلى أفريقيا بعد إقصائها في دول أفريقية كثيرة، وهذا بالطبع سيكون بترتيب من جماعة الإخوان.

0 Comments