إعلام داعش خراسان وأطروحاته الفكرية

 

داعش

إعلام داعش خراسان وأطروحاته الفكرية

نشأ داعش خراسان في وسط آسيا على يد مجموعة من المنشقين عن حركة طالبان أفغانستان، الذين أعلنوا ولاءهم لأبي بكر البغدادي في عام 2014، لكنّهم بجهود منسقة تفككوا ثم عادوا علي يد أبي شهاب المهاجر (ثناء الله غفاري ـ عراقي) الذي يقوده حتى الآن.

استغل داعش خراسان كثرة عدد المقاتلين العائدين الذين ذهبوا إلى سوريا والعراق من الاتحاد السوفييتي السابق، وجند منهم الكثيرين للقتال بين صفوفه بوسط آسيا، وهم وفق (مجموعة الأزمات الدولية) ما بين (2000) إلى (4) آلاف توجهوا للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، مثل تنظيم جيش المهاجرين والأنصار أكبر الفصائل الشيشانية بروسيا، وتنظيم صلاح الدين الشيشاني المنشق عن جيش المهاجرين والأنصار، وتنظيم سيف الله الشيشاني الذي قام بالهجوم على سجن حلب المركزي، وتنظيم أجناد القوقاز الذي يقوده عبد الحكيم الشيشاني في ريف اللاذقية الشمالي، وجماعة الإمام البخاري التي وصفتها وزارة الخارجية الأمريكية بأنّها "أكبر قوة قتالية أوزبكية في سوريا"، وكتيبة التوحيد والجهاد، الأوزبكية، وجماعة الخلافة بقيادة عبد الحليم الشيشاني، وجماعة ترخان غازييف، وجماعة أنصار الشام بقيادة أبي موسى الشيشاني.


أنشا داعش خراسان شبكة إقليمية من الخلايا المقاتلة في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، وقام التنظيم المركزي بدمج ولاية القوقاز مع داعش خراسان في تنظيم واحد، وهذا يفسر إعلان مسؤوليته عن العمليات التي تمت في طهران، وكابول، وموسكو، ومن يومها بدأت العمليات الإرهابية التي يقوم بها تتصاعد بشكل كبير، ومن أهم هذه التنظيمات المنضوية تحت داعش خراسان: كتيبة جولمورود هاليموف التي تنتشر في طاجيكستان، وبايعت داعش، وجماعة العصابة الجنوبية ـ داغستان، والجماعة الطاجيكية أنصار الله التي تعهدت بالولاء لتنظيم الدولة الإسلامية في عام 2017، وولاية القوقاز التي تم دمجها مع داعش خراسان، وكان بعض مقاتليها موجودين بسوريا، وهم حوالي (2000) داعشي، وفق تصريح سابق لمسؤولين روس


 حيث إنّه في تشرين الأول (أكتوبر) 2022 تولى أبو سارة العراقي مسؤولية الولايات البعيدة في عهد زعيم التنظيم الرابع أبي الحسن الحسيني القرشي، وأعاد هيكلة ما يسمّى بالولايات البعيدة، وهي التي تقع خارج نطاق الأفرع المركزية (سوريا والعراق)، بالإضافة إلى تشكيل مستوى أعلى يسمّى المكاتب الإدارية التي تشرف على أفرع التنظيم، وأقر (9) مكاتب إدارية تشرف على (13) فرعاً للتنظيم، ولكل مكتب أمير يكون حلقة الوصل -من الجانب الإداري- بين مركز التنظيم وفروعه، على أن يتم التواصل بين المركز وأمراء المكاتب مرتين في الشهر، وقام بدمج أفرع وفصل أخرى؛ مثل فرع التنظيم في موزمبيق الذي فصله عن ولاية وسط أفريقيا، وفرع القوقاز الذي دمجه مع فرع خراسان تحت إشراف مكتب واحد، وولاية شرق آسيا التي دمج فيها (الفلبين وإندونيسيا والهند وباكستان)، وتم تكليف شهاب المهاجر - المعروف أيضاً باسم ثناء الله غفاري - بتولي مسؤولية المكتب بمنصب أمير، بالإضافة إلى كونه مسؤول تنظيم خراسان. 

توجد بعض الفروقات الإيديولوجية بين داعش خراسان والتنظيمات الموجودة في الحيز الجغرافي نفسه، تتمثل في مسألة التوقف في الحكم على الساكنين دار الكفر، وعدم التسلسل في التكفير، بل التوقف والتبين، حيث يتبنى داعش خراسان مواقف متشابهة مع التنظيم المركزي؛ مثل: أنّه لا عذر بالجهل في مسائل التوحيد والشرك، أو المسائل المعلومة من الدين بالضرورة، وأنّ التكفير أصل من أصول الدين الظاهرة.

نظراً لأنّ داعش خراسان يخضع للتنظيم المركزي، وما يسمّى الولايات الخارجية، كما يخضع للهيئة الشرعية المركزية، ومن ثم فهو ليس له خصوصية كبيرة فيما يتم نشره إعلامياً على شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الخاصة به، سوى بعض الوسائل والمنشورات، التي تهدف لتهيئة بيئة مشجعة على إقامة تكتلات وتجمعات تشترك في أفكارها وقناعاتها، وتساعد على التوافق الفكري، لذا فهو يركز على حركة طالبان والموقف منها، ومن الشيعة وإيران وروسيا وسياساتها


وتخوين المخالفين وإسقاط شرعيتهم، وتفنيد الاتهامات الموجهة للتنظيم وادعاء المظلومية، ورسائل الخطاب الداخلي للمقاتلين والأتباع، والتحريض على العنف وبثّ خطاب الكراهية والتكفير، وهذا وفق عنصر التنظيم حازم المدني، هدفه الأساسي: تعريف الأمة بكافة فئاتها وشرائحها من هو العدو وماذا يريد، والتأكيد على دور الأمة في مواجهة أعدائها (والتاريخ الإسلامي القديم والمعاصر حافل بالنماذج). ووضع منهج تثقيفي للأمة يُعنى بالفهم السياسي والأمني والعسكري لتحقيق وحدة تحرك واعية. والعمل على توجيه الحماسة الشبابية لا تقزيمها. ونشر كل ما يرفع الروح المعنوية للأمة دون مبالغة أو تهوين. والجهاد في سبيل الله بتكوين الطليعة والقدوة.

وعبر مواقع مؤسسة العزائم الخاصة بداعش خراسان يتم طرح القضايا التالية: بيعة خليفة التنظيم ووجوب بيعته، ومن أهم الكتب التي نشرتها المؤسسة لأبي الحسن الأزدي في (موجبات الانضمام للدولة). كما طرحوا الكفر بالموالاة أي توسيع أحكام الردة والتكفير بالناقض الثامن من نواقض الإيمان (مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين)، وبناء تكفيرهم على وصف العاملين بالديمقراطية على الناقض الرابع (من فضّل حكم الطواغيت على حكم الشرع)


 وحكم التحاكم للقوانين الوضعية في بلاد الكفر، وتكفير العاذر، أي من الحكم فيمن يتوقف في التكفير، وطرح مسائل العذر في مسائل التوحيد والشرك، والتسلسل في التكفير أي (من لم يكفر الكافر فهو كافر)، وماهية صفة الكفر بالطاغوت، وتصحيح إيمان المقلد الذين تلقوا إسلامهم ليس بالبرهنة والاستدلال بل بالتقليد، وكفر من ذهب إلى دار الكفر، والمعذور بالجهل، ومن لم يتلبس بالشرك، ولم يقع فيه، وحكم حركة طالبان ومن عاونها، وحكم الشيعة على العموم.

كما طرحوا أولوية قتال المرتدين، ومسألة الاستعانة بالبغاة على البغاة وجوازها، والاستعانة بالمرتدين، وتكفير أعيان المشركين، والقتل للمصلحة، وغيرها من القضايا التي اشتركوا فيها مع التنظيم المركزي.

0 Comments