رئاسيات تونس.. الإخوان يقودون مناورات مكثفة للمشاركة في سباق قرطاج

 

الإخوان


رئاسيات تونس.. الإخوان يقودون مناورات مكثفة للمشاركة في سباق قرطاج

بينما لم يعلن الرئيس قيس سعيّد عن ترشحه بعد، تقود المعارضة في تونس، التي تتزعمها حركة النهضة الإخوانية، مشاورات مكثفة لاختيار شخصية مُحددة للترشح لانتخابات الرئاسية المتوقع إجراؤها في أيلول/سبتمبر أو تشرين الأول/أكتوبر المقبلين.

وقد ذكرت مصادر مقرّبة من جبهة الخلاص الوطني، التي يرأسها أحمد نجيب الشابي وتضم بداخلها حركة النهضة الإخوانية ومجموعات حزبية صغيرة، أنّ خلافات تدب بين صفوفها بسبب اسم المرشح من أجل منازلة الرئيس سعيّد.

وتستعد الطبقة السياسية التونسية لإجراء الانتخابات الرئاسية نهاية السنة الحالية، بعد الجدل السياسي الذي أججته حركة النهضة بزعمها عدم تمكن السلطات من إجراء هذا الاستحقاق الانتخابي في وقته، فضلاً عن إعلان مقاطعة كل المحطات الانتخابية السابقة والمشاركة في الرئاسيات.


بعد أشهر من بحث المعارضة التونسية التي تتزعمها حركة النهضة الإخوانية عن "عصفور نادر" لترشيحه في الانتخابات الرئاسية، طالبت 100 شخصية سياسية من المعارضة بترشيح الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي الذي يقبع في السجن منذ أكثر من عام لهذا الاستحقاق.


الشابي البالغ 66 سنة هو معارض تونسي مخضرم لم يكُن يتردد في توجيه انتقادات لاذعة إلى السلطة بقيادة سعيّد، قبل توقيفه في الـ22 من شباط (فبراير) 2023 بسبب شبهات التآمر على أمن الدولة التي طاولت شخصيات سياسية بارزة.

وقالت الشخصيات التي وقعت على إعلان مشترك "نريد ترشيح الأستاذ عصام الشابي دفاعاً عن حق التونسيين في اختيار من يقود بلدهم وعلى ممارسة هذا الحق في ظروف انتخابات حرة ونزيهة وشفافة تتعدد فيها الترشحات، لا أن تقتصر على من يختارهم الرئيس الحالي ليتنافس معهم في إعادة سمجة لممارسات ألقت بها الثورة في مزبلة التاريخ واقتناعاً بالكفاءة السياسية للأستاذ الشابي وبنزاهته ووطنيته ونظافته".

وقال القيادي في "الحزب الجمهوري" المعارض وسام الصغير، إنّ "ترشيح عصام الشابي من قبل جميع أطياف المعارضة التونسية وارد جداً ونحن نسعى إلى تناول الانتخابات الرئاسية المقبلة بصورة جدية، في ظل سياق سياسي يتسم بالارتباك بعد إصدار بطاقات إيداع بالسجن في حق بعض المرشحين المحتملين وتوقيف آخرين".

وتابع أنّ "إمكان التوافق على عصام الشابي كمرشح مشترك للمعارضة وارد جداً واسمه مطروح بجدية ضمن أسماء أخرى قد تكون منافسة للرئيس قيس سعيد".والمعارضة التونسية منقسمة على نفسها بصورة كبيرة، إذ تضم "جبهة الخلاص الوطني" أحزاباً في مقدمتهم حركة النهضة وهو أمر يعقد مسألة التحالف معها حول مرشح وحيد، لا سيما في ظل رفض "الحزب الدستوري الحر" الاقتراب من "حركة النهضة" أو بقية الأحزاب التي تتبنى أيديولوجيا إسلامية.


وقد كان من المقرّر أن يتم تقديم أحمد نجيب الشابي، شقيق عصام الشابي ورئيس "جبهة الخلاص الوطني" التي تقودها حركة النهضة، كمرشح المعارضة خاصة أنّ التقاءه مع النهضة داخل الجبهة كان ضمن تفاهمات من بينها أنّه سيكون المرشح الوحيد للجبهة إذا قررت أن تشارك في الانتخابات، ويكون ذلك كمكافأة من النهضة له على تحالفه معها بعد 25 تموز/يوليو 2021 في وقت كانت فيه الحركة معزولة كلياً.


لكن الأمر الذي خرق هذا الاتفاق أنّ أصواتاً داخل الجبهة بدأت تطالب بترشيح شخصية أخرى لأنّ الشابي كبير في العمر (حوالي 80 سنة)، وهو شخصية لا تمتلك شعبية حتى أنّ اسمه لا يأتي ضمن استطلاعات الرأي، ما يجعل الاعتماد عليه لمنافسة قيس سعيد محسوما سلفا لفائدة الرئيس الحالي

وسيكون موقف النهضة هو الحاسم في تحديد اسم المرشح، ولا يعرف إن كانت ستبقى وفية لتعهدها بدعم الشابي وكسبه إلى صفها أم أنّها ستفكر في بديل آخر مع معرفتها المسبقة بأنّ الشابي لن يترك فرصة الترشح تمر بدعم منها أم بتحرك خاص تحت غطاء جديد.

كما أنّ الحركة قد لا تمانع في دعم منذر الزنايدي، الذي أعلن نيته في الترشح ضمنياً، حتى ولو بشكل غير معلن لقناعتها بأنّه مرشح لا يتبنى خطابا استئصاليا ضدها، وأنها قد تجد أرضية للتفاهم معه، خاصة بعد أن فقدت فرصة التقارب مع قيس سعيد بالرغم من إشارات التهدئة التي جاءت على لسان الأمين العام الجديد.


ويرى مراقبون أنّه في حال قادت الخلافات إلى استبعاد الشابي من الترشح، فإنّ الاسم الأبرز الذي يمكن التفكير فيه هو أمين عام حزب العمل والإنجاز عبداللطيف المكي الذي لم يخف رغبته بالترشح في تصريحات سابقة وقال إنّ حزبه معني بالانتخابات الرئاسية وإنّه انطلق في التشاور مع شركائه على غرار جبهة الخلاص.

والمكي إخواني منشق استقال رفقة 100 شخصية إخوانية من "النهضة" وأسسوا حزب (العمل والإنجاز)، الذي يعرف نفسه بأنّه حزب وطني محافظ اجتماعي ديمقراطي، ويضم وجوهاً إخوانية بارزة مستقيلة من حركة (النهضة)، على غرار زبير الشهودي ومحمد بن سالم ومعز بلحاج رحومة إضافة إلى ريم التومي.

ويُعتبر عبد اللطيف المكي أحد أبرز القيادات العليا لحركة (النهضة) الإخوانية، فهو أحد نوابها في البرلمان، وكان وزيراً للصحة، ويُعرف بأنّه من صقورها، وكان أحد المرشحين النهضويين لرئاسة الحكومة، وكذلك لخلافة راشد الغنوشي على رأس الحركة، لولا إجراءات 25 تموز (يوليو) 2021 التي عصفت بالحركة.

وتشير مصادر سياسية تونسية أنّ تأسيس حزب (العمل والإنجاز) يعدّبمثابة البحث عن بديل في المرحلة المقبلة، لأنّ إخوان تونس يعتقدون أنّهم سيعودون إلى الحكم، وأنّ حزب حركة (النهضة) انتهى، ولا بدّ من بديل جديد، خاصة مع اقتراب تصنيفه حزباً إرهابياً، وحلّه نهائياً.

0 Comments