الجهاديات.. هكذا تغير دور المرأة في صفوف التنظيمات المتطرفة

 

الجهاديات

الجهاديات.. هكذا تغير دور المرأة في صفوف التنظيمات المتطرفة

تطورت عملية التوظيف الجهادي للمرأة في التنظيمات المتطرفة، وأهمّها القاعدة، من العمل في الخطوط الخلفية للقتال كتجهيز الأسلحة وإعداد الطعام للمقاتلين، وتمريض المصابين، ونشر الفكر الجهادي، وتجنيد عناصر جديدة، إلى اشتراكها بالفعل في العمليات القتالية كمقاتلة أو انتحارية، هذا فضلاً عن الاستغلال الجسدي للمرأة في تلك الحركات.

لخّص، زعيم تنظيم القاعدة الحالي، أيمن الظواهري، دور المرأة من قبل، وأكّد أنّه لا مكان للمرأة داخل التنظيم، خاصة ميدانياً؛ لأنّ لها مهام في الصفوف الخلفية ومهام تقليدية لا غير، وتأكيداً لهذا الدور خلال هذه الفترة، تحدثت سميرة عواطلة، زوجة الشيخ عبدالله عزام، أحد أقطاب "الجهاد" في أفغانستان، في تصريحات صحفية سابقة، عن الأدوار التقليدية للمرأة خلال فترة التسعينيات، باعتبارهن زوجات للمجاهدين يقمن بدور المساندة والتربية والرعاية، كما قامت بعض النساء بأعمال إغاثية، مثل: توزيع المساعدات على مستشفيات النساء في مدينة بيشاور بباكستان، وكفالة الأيتام، وإنشاء معامل الخياطة، وتنظيم بعض الدروس والحلقات للأخوات العربيات والأفغانيات.

وكانت من رواد هذا التيار؛ أميمة حسن، زوجة زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، التي أوضحت في رسالتها إلى "الأخوات المسلمات"، عام 2009؛ أنّ الجهاد "فرض عين على كلّ مسلم ومسلمة، لكنّ طريق القتال ليس سهلاً بالنسبة إلى المرأة؛ فهو يحتاج إلى محْرم؛ لأنّ المرأة يجب أن يكون معها محرم في ذهابها وإيابها، وقالت علينا أن ننصر ديننا بطرق كثيرة، فنضع أنفسنا في خدمة المجاهدين، وما يطلبونه منا ننفذه، سواء إعانة بالمال، أو خدمة لهم، أو إمداد بمعلومات، أو رأي، أو مشاركة في قتال، أو حتى بعمل استشهادي، دورنا الأساسي، يتركز على أن نحفظ المجاهدين في أولادهم وبيوتهم وأسرارهم، وأن نعينهم على حسن تربية أبنائهم".

وفي سياق متصل، قالت سميرة عواطلة الملقبة بـ"أم المجاهدات في بيشاور": "كلّ من ذهب للجهاد الأفغاني كانت زوجته معه، وكانوا يتركون العوائل في بيشاور، وكنا جميعاً كعائلة واحدة، وكانوا ينظرون لي كأم لهنّ، وكان هناك تنسيق مباشر مع زوجات المجاهدين".

لقد تطور دور المرأة بعد مرحلة أفغانستان، وذلك خلال فترة الاحتلال الأمريكي للعراق، وتحديداً عام 2004، مع تأسيس أبي مصعب الزرقاوي فرع القاعدة في العراق؛ حيث عمل على إدماج المرأة في الأعمال القتالية وغير القتالية، متأثراً، خلال تلك الفترة، بخطاب سامر سويلم، القائد السعودي للجهاديين العرب في أفغانستان، والذي دعا لمشاركة المرأة في الأعمال القتاليَّة في الشيشان.

بدأ الزرقاوي سياسة جديدة، ووقع الانقلاب في تنظيم القاعدة؛ حيث دعا لاستخدام الانتحاريات؛ لأنّ المرأة ووسائل تجنيدها أقل تكلفة من تجنيد الرجل، والمرأة أكثر فداحة من حيث النتائج، في ظلّ خصوصيتها وسهولة تحركها وتخفّيها، بسبب ثقافة وعادات المجتمعات العربية، والتي تجد فيها المرأة من الإمكانات والخيارات للوصول بها إلى الأهداف أكثر من الرجل، وأكّد هذا الأمر في خطابه المشهور، بعنوان "أينقص الدين وأنا حي؟!"، بتاريخ حزيران (يوليو) 2005، والذي صرخ فيه محرضاً: "هذه رسالة إلى الحرائر من نساء الرافدين خاصة، وإلى نساء الأمة عامة أين أنتن من هذا الجهاد المبارك؟ وماذا قدمتن لهذه الأمة؟ ألا تتقين الله في أنفسكن؟ أتُربين أولادكن ليذبحوا على موائد الطواغيت؟ أرضيتن بالخنوع والقعود عن هذا الجهاد؟".

سار على درب الزرقاوي، يوسف بن صالح العييري، مؤسس الفرع السعودي في تنظيم القاعدة، الذي عرف باسم "جماعة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، في كتابه "دور النساء في جهاد الأعداء"؛ حيث تحدّث عن أم عمر المكية، تلك العجوز التي أرسلت ابنها للمشاركة في القتال بأفغانستان.

0 Comments