تركيا تحتفل بتنظيم الاخوان الارهابي في أنقرة

تركيا تحتفل بتنظيم الاخوان الارهابي في أنقرة


يوجد المئات من اعضاء جماعة  الإخوان في العالم العربي بل و العالم اجمع فقد اكتشفنا مرة أخرى في مدينة إسطنبول المركز المناسب للاحتفال بذكرى تأسيس هذا التنظيم الذي يسعى منذ زمن لضرب مفهوم الدولة الوطنية في المنطقة جميعها، ما يمكن ان يسلط الضوء مجددا على دور أنقرة في دعم هذه الجماعات المصنفة بأنها إرهابية و ذلك دولياً  لتحقيق ما يبدو أنه حلم توسعي تركي كبير للسيطرة على العرب بل و العالم.
فبالرغم أن تنظيم الإخوان الارهابي بات مصنفاً في دول عربية عدة على أنها منظمة إرهابية و ذلك بعد أن اثبتت الأدلة الدوليه بدورهذه المنظمة  في نشر الفوضى و اشاعة الفتن عبر استخدام العنف المسلح للاستيلاء على الحكم في جميع هذه الدول، فإن تركيا تقف بجوار هذه الجماعات عبر استضافة اكبر قيادات التنظيم وتأمين ملاذ آمن لهم لعقد مؤامراتهم النجسة والاجتماعات الرامية للتجييش والتخطيط لمزيد من الارهاب في دول العرب.


تركيا ملاذاً مناسباً للأخوان


ها وقد اكدت استضافة تركيا لمؤتمرات تنظيم الإخوان، و ذلك من خلال إصرار حزب العدالة والتنمية الذي يحكم الكثير من البلاد، على عدم الاكتراث بالأمن العربي والخليجي وعزمه على استخدام هذه الجماعة، التي تدرس دولا غربية عدة إدراجها على القوائم السوداء، وهو ما يراه المحللون أنه يهدف للتوسع وتحقيق حلم القيادة التركية التابعه لهذه الجمعات و التي تمثل حلقة الوصل بينهم بإعادة الزمن إلى الوراء لنحو 100 عام.
ويتضح من دعم تركيا الفاسد لهذه الجماعات التي تهدد الأمن العربي و تحطم الحلم الخليجي و هذا من خلال أن القيادة التركية تسعى للهيمنة على الدول العربية عبر استخدام جماعات إرهابية مثل تنظيم الإخوان كوسيلة غايتها واضحة وهي إحياء السلطنة على حساب الأمة العربية بأجمعها، الأمر الذي يضع المنطقة أمام خطر حقيقي وللأسف يقترب بشده.

تركيا تعترف بتنظيم الاخوان 

فأن خلاصة السياسة التركية الفاسدة هذه لا تخفيها أنقرة، فمستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ياسين أكطاي، قد قال علنا "ان إسقاط الخلافة تسبب في فراغ سياسي في المنطقة، وقد سعى تنظيم الإخوان لأن يكون ممثلا سياسيا في العالم نيابة عن عن الأمة ، البعض منا يستخف بقوة الإخوان ويقول ايضاً إنهم عبارة عن جماعة صغيرة، لكن جميع الحركات الإسلامية اليوم ولدت من رحم جماعة الإخوان ".
 ويجب ان نذكر ان لتحقيق هذه الأجندة، وجدت تركيا في الإخوان حليفا وثيقا و يمكن الاعتماد عليه لتنفيذ هذه المخططات، لاسيما أن الحزب الحاكم ليس ببعيد عن مبادئ تنظيم الإخوان، الذي احتفل بالذكرى التسعين لتأسيسها في إسطنبول، بمشاركة "العشرات" من قيادات الاخوان حول العالم، حسب ما تفاخرت وكالة أنباء الأناضول الحكومية به.

تطلعات تركيا الخبيثة للتوسع

وعندما بدأت السلطات التركية تحركها التوسعي نحو الوطن العربي للسيطرة عليها سياسياً و اقتصادياً، كانت جماعة الإخوان إحدى الركائز المهمة التي اعتمدت عليها تركيا، ليرتبط الاثنان بعلاقة مصالح وثيقة، فالرئيس التركي يحتاج إلى "الإخوانيين" أشد الحاجة للتجييش الداخلي في الخطابات الشعبوية والاستمرار بالقبض على مقاليد الحكم، وفي نفس الوقت لاستخدامهم في مشاريعه الخارجيه الفاسده.
أما عن تنظيم الإخوان، فهم بأمس الحاجة لهذا الملاذ الآمن في هذه المنطقة التي دوماً كانت حلم لهم للسيطرة و الهيمنه عليها و قد خاب املهم هذا حيث لفظتهم بعد أن كشفت الشعوب العربية نفاقهم القائم على اللطميات والادعائات أنهم ضحايا لعقود من الاضطهاد و الظلم، وأنهم يحملون الحلول لمشاكل العرب، لكنهم وفور وصولهم إلى الحكم نكلوا بالشعوب وضاعفوا المشاكل العربية بل و نشرو ارهابهم و فسادهم بها، ففروا حاملين خيبتهم وقد خلفوا في بعض الدول العربية إرثا ثقيلا من الإرهاب والفشل كانوا هم السبب فيه و في ضياع هذه الدول، ووجدوا في أنقرة الحضن الدافئ الذي كانو و يظلو يؤمنون لهم القاعدة للانطلاق في تطبيق أفكارهم واللجوء إلى العنف المسلح "الإرهاب" لضرب الدولة الوطنية والانقضاض عليها بعد ذلك بكل الدعم السياسي و المادي لهم.
إذن فالإرهاب هو سلاح هذا التنظيم، والجماعة هي في الوقت عينه سلاح تركيا للتوسع في المنطقة وضرب استقرارها و التدخل في شؤونها، إلا أن المفارقة الكبرى تتمثل بأن "الإرهاب" هو أيضا شماعة تركيا للتمدد شرقا وغربا، كما نرى في قضية الداعية فتح الله غولن الذي كان يوما حليفا وثيقا للرئيس التركي.

أنقرة مثال جيد للتناقض السياسي 

فإن تركيا تهاجم الدول التي ترفض تسليمه أنصار غولن الذي تصنفه أنقرة بالإرهابي لضلوعه بمحاولة الانقلاب الفاشلة صيف 2016، وفي الوقت نفسه نرى تركيا تفتح ذراعيها لمتطرفين من شتى البلاد، لتصل الازدواجية إلى تباهي الإعلام التركي باستضافة أشخاص تلاحقهم دولهم ليتجلى الانفصام السياسي لتركيا.
فإن وكالة أنباء الأناضول اعترفت، في التقرير الذي نشرته عن احتفال الإخوان أنه وعلى الرغم من أن الدول العربية، تعتبر الإخوان جماعة إرهابية، فإن الاحتفال في إسطنبول شهد مشاركة "حركات وشخصيات محسوبة على التنظيم سواء في الحكم أو المعارضة في الكثير من دول العالم".
وقبل يوم واحد فقط كان أردوغان، الذي أدخل العلاقات التركية الأوروبية في نفق اكثر ظلمه بسبب اعتراض أوروبا على القمع التي تمارسه تركيا في الداخل والخارج تحت ستار محاربة "إرهاب" ومن جهة أخرى الأكراد، و ظلمهم الدائم من جهه تركيا.

لا توجد حرية في أنقرة

ومن جانب أخر توعد أردوغان لرئيس وزراء كوسوفو، راموش هاراديناي، لأنه كان يمارس حقه الدستوري في الحفاظ على سيادة بلاده، فهو أقال وزير داخليته ورئيس جهاز الاستخبارات و غيره، بعد عملية اعتقال وتسليم 6 مواطنين أتراك إلى بلادهم دون إذنه، وذلك لاتهامهم بأنهم موالون لغولن.
فالقيادة التركية الارهابية التي تدخلت في شؤون سوريا و زعمت انها  تحارب "الإرهاب" وباتت فعليا تسيطر على أرضي سوريا و ايضاً كثير من دول العالم وقد هددت فعلياً بالتدخل في العراق و ايضاً تهدد العرب بالتحالف مع إيران و التي تعتبر زراع من ازرع الارهاب العالمي وتمد يدها لقطر بعد أن قاطعتها بالفعل الدول المكافحة للإرهاب لإصرار الدوحة على دعم الإرهاب الغاشم، بل وتتباهى أيضا بأنها تأوي في بلادها قيادات إرهابية وتستضيف مؤتمرات واحتفالات لتنظيم الإخوان الذي لا يعمل إلا على نشر الفكر الإرهابي والعنف الدائم.

0 Comments