ماذا تعرف عن جمعية الحكمة اليمانيّة؟ وما دورها في دعم أجندة الإخوان في اليمن؟

 

جمعية الحكمة اليمانيّة


ماذا تعرف عن جمعية الحكمة اليمانيّة؟ وما دورها في دعم أجندة الإخوان في اليمن؟  



جاء تأسيس جمعيّة الحكمة في اليمنجمعيّة الحكمة في اليمن، مواكباً لذلك الخلاف الذي تفجر بين الشيخ الوادعي وتلامذته؛ إزاء قضايا عديدة، غير أنّه كان سرّياً لفترة، ولم يظهر للعلن في صورة انقسامات، سوى مع العام 1988، عندما أعلن الشيخ مقبل بن هادي الوادعي، خلافه مع بعضهم، وأنّه لا يوافقهم على خلفية شرعية التنظيم الإداري والسياسي، وأصدر عدة فتاوى حول مخالفيه، كونهم حزبيين ومبتدعة وعلى ضلالة، بيد أنّ الانسلاخ الرسمي عن جماعة الشيخ الوادعي، تم في العام 1990، عندما قام مجموعة من كبار أتباعه ومناصريه، بتأسيس جمعيّة خيريّة إغاثيّة، سموها جمعية الحكمة اليمانيّة الخيريّة، ثم أعقب ذلك قيام آخرين بتأسيس جمعية الإحسان الخيريّة، وهكذا استمر الانقسام؛ حتى أضحت السلفية اليمنية واقعاً عبر عدة جماعات.

عمل هذا التيار من خلال واجهته الرسميّة، جمعية الحكمة، في فضاء العمل الخيري والإنساني فضاء العمل الخيري والإنساني، ومن خلال ذلك انخرط في العمل السياسي؛ مرتكزاً على رؤيته الفقهية، بيد أنّ ذلك بدا مؤثراً خلال السنوات الأخيرة، سيما عقب احتجاجات العام 2011، عندما أعلنوا عن نيّتهم تأسيس حزب السلم والتنمية، والذي تمّ الاعتراف به في 17 شباط (فبراير) 2014.


من جهته، يرى مشير المشرعي، الباحث اليمني في الجماعات الجهاديّة الجماعات الجهاديّة، أنّ الحديث عن جمعيّة الحكمة اليمانيّة، يحتاج إلى تذكر بعض المعلومات الخاصّة، التي تعود إلى مرحلة تأسيسها؛ حيث يرتبط تاريخ تأسيسها في العام 1990، بتاريخ عودة ما كان يعرف باسم المجاهدين العرب من أفغانستان إلى اليمن، والذين تم استعمالهم في حرب العام 1994.

وبحسب الباحث اليمني، فإنّ الجمعيات الخيريّة الدينيّة، تعتمد في عملها على عدة أغطية؛ لتحقيق أهدافها، على سبيل المثال في مصر، كانت جماعه الإخوان تعتمد على العمل الخيري، وتوزيع المعونات على البعض، ومحاولة كسب ودهم، دون أن يدرك هؤلاء أهداف الجماعة وغيرها، وهو فعلا ما تحقق بعد أعوام طويلة، من تمكّن الجماعة من السيطرة على كرسي الرئاسة في مصر، غير أنّ الشعب المصري واجه هذه الجماعة، قبل أن تتمكن من مفاصل الدولة.

ويتابع مشير المشرعي، لافتاً إلى أنّ الوضع في اليمن لم يختلف؛ حيث باشرت جمعيات تندرج تحت بند العمل الخيري، عملية تجنيد وتفريخ مقاتلين؛ هدفهم تنفيذ ما يطلب منهم، وبدا ذلك واضحاً، في أكثر من عملية إرهابية، ثبت أنّ منفذها جري تجنيده داخل أحد تلك الجمعيات.

وأكّد المشرعي، أنّ جمعيّة الحكمة اليمانيّة، هي أحد أبرز وجوه العمل السياسي لحزب الإصلاح، وكذا الأحزاب السلفية، التي تظهر العمل الخيري فقط؛ لجذب وتجنيد مئات الشباب، ودفعهم إلى العمل المسلّح.وتضم جمعيّة الحكمة في عضويتها، أسماء عُرف عنها ممارسة العمل الإرهابي، أمثال: أحمد سيف، أحد المعلمين في حلقات القرآن، والذي لا زال يصرف لأهله راتب حتى الآن، من قبل الجمعيّة اليمانيّة، وكذلك الشيخ عبد الله المرفدي، المعروف بالأمير، والذي كان له الفضل في تجنيد عشرات الشباب، وإلحاقهم بتنظيم "القاعدة" في اليمن، و"داعش".


يكشف الباحث اليمني، مشير المشرعي، طريقة تجنيد المقاتلين من خلال الجمعيات الخيريّة في اليمن، لافتاً إلى أنّه في البدء يتم اختيار أسرة فقيرة، يكون مستوى التعليم فيها متدنياً، ويتم دعم هذه الأسرة بالمواد الغذائية، من خلال ما تتلقاه الجمعيّة من مثيلاتها في دول أخرى، فضلاً عن بعض الحكومات، التي ترسل أموالها الإغاثية والخيريّة، إلى مثل هذه الجمعيات.أثناء تلك المرحلة، التي تقوم على فكرة دعم الأسر الفقيرة، يذهب أحد مشرفي الجمعيّة إلى الأسرة المستهدفة، ويبدأ في نصب فخه، وجذب الأبناء للتعليم الديني فقط، وبعدها يتم ضم الأبناء، وغالبيتهم أطفال دون العاشرة.


على سبيل المثال، وبعد العام 1994، سيطر حزب الإصلاح الإخواني على وزارة التعليم، وجرى فتح معاهد ومدارس دينية في جميع مناطق اليمن، جنوبه وشماله، وإنشاء جيل بأكمله ذي نزعة متطرفة تميل للعنف، على مدى أكثر من عشرين عاماً، وعندما اندلعت حرب عدن، وقت اجتياح الحوثي للمحافظات الجنوبية، خرج الشباب للمقاومة ودحر الحوثي، لكن أبناء المحافظات لم يكونوا بالكفاءة القتالية المطلوبة، مثل عناصر الجماعات الإسلاميّة، التي شاركت في معارك تحرير عدن، وكانت تطمح لإقامة دولة إسلاميّة بحسب مفهومها للإسلام، وعند دحر ميليشيا الحوثي من عدن، أصبح السلاح متاحاً للجميع، ورفعت الرايات السوداء في أغلب المناطق، وكان هذا هو الظهور الأول لتلك الجماعات بشكل علني، فأصدر تنظيم داعش تعليمات لعملياته في عدن، بمداهمة من وصفهم بالعملاء والخونة، وجرت اغتيالات لقوات الأمن، وعمليات انتحارية استهدفت مقر حكومة خالد بحاح، وقوات التحالف وغيرها.

وعندما بدأ الأمن في جنوب اليمن، وخصوصاً عدن، يستعيد قوته، فرّت الجماعات الإرهابية إلى مناطق أكثر وعورة، مثل: أبين وشبوة، وحتي مأرب والبيضاء، وظهرت منشورات تعلن مبايعة خليفتها الجديد، وتأسيس ما عرف بولاية اليمن.يختتم المشرعي تصريحاته، مؤكداً ضرورة أن يقع العمل الخيري بين الناس، وداخل المؤسسات، تحت سلطة الحكومة والأجهزة الرسميّة للدولة، كما يحصل في العديد من الدول العربية.



0 Comments