لماذا يتواصل عنف الجماعات الإسلامية المتشددة في أفريقيا؟

 

الجماعات الإسلامية

لماذا يتواصل عنف الجماعات الإسلامية المتشددة في أفريقيا؟

أفاد تقرير صادر، مطلع الشهر الجاري، عن مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية، أنّ عدد الضحايا المرتبطين بعنف الجماعات الإسلامية المتشددة، ارتفع في أفريقيا بنسبة ٢٠ بالمئة في عام ٢٠٢٣، مما أودى بحياة أكثر من ٢٣ ألف شخص، وهو رقم قياسي جديد. ووقع أكثر من ٨٠% من هذه الوفيات في منطقة الساحل والصومال.

وأكد مؤشر الإرهاب العالمي الذي يصدر عن معهد الاقتصاد والسلام لعام 2023، على أن منطقة الساحل في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى باتت الآن مركزاً للإرهاب. وتُنسب معظم الهجمات في هذه البلدان إلى إرهابيين مجهولين، على الرغم من أنّ كلاً من تنظيم داعش وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين يعملان في هذه البلدان. وامتد تصاعد العنف في بوركينا فاسو أيضاً إلى البلدان المجاورة، حيث سجلت توجو وبنين أسوأ درجاتهما على الإطلاق في مؤشر الإرهاب الدولي (GTI).

وكانت التنظيمات الإرهابية الأكثر دموية في العالم في عام 2022 هي تنظيم داعش والجماعات التابعة له، تليه حركة الشباب، وجيش تحرير بلوشستان (BLA)، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM). وظل تنظيم داعش هو الجماعة الإرهابية الأكثر فتكاً على مستوى العالم للعام الثامن على التوالي، حيث سجل أكبر عدد من الهجمات والوفيات مقارنة بأي جماعة أخرى في عام 2022.وأوضح تقرير مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية أنّ الضحايا، توزعوا على عدد من المناطق الأفريقية، كالتالي:

ارتفعت الوفيات المرتبطة بعنف الجماعات الإسلامية المتشددة بنسبة ٢٠% في العام الماضي (من ١٩٤١٢ في عام ٢٠٢٢ إلى ٢٣٣٢٢) – وهو مستوى قياسي من العنف المميت. ويمثل هذا تضاعفاً تقريباً في الوفيات منذ عام ٢٠٢١.ووقعت ٨٣% من الوفيات المبلغ عنها في منطقة الساحل والصومال. وشهدت المنطقتان زيادة سنوية بنسبة ٤٣% و٢٢% في عدد الوفيات المرتبطة بالتطرف العنيف، على التوالي.

ومع ذلك، فقد تباينت الصورة في جميع أنحاء القارة على نطاق واسع. وشهدت ساحتا شمال أفريقيا وموزمبيق انخفاضاً كبيراً – ٩٨% و٧١% على التوالي – في عدد الوفيات المرتبطة بعنف الجماعات الإسلامية المتشددةالمتشدد.وتوضح هذه الانخفاضات التقدم الذي يمكن تحقيقه ضد الجماعات الإسلامية المتشددة في أفريقيا.

ونظراً لانخفاض النشاط العنيف في هاتين المنطقتين، فإنّ منطقة الساحل والصومال وحوض بحيرة تشاد تمثل الآن ٩٩% من الوفيات المرتبطة بالجماعات الإسلامية المسلحة في أفريقيا.وساهم انخفاض النشاط العنيف في شمال أفريقيا وموزمبيق في انخفاض بنسبة ٥ بالمائة في عدد الأحداث المتطرفة العنيفة في جميع أنحاء القارة خلال العام الماضي، حيث وصل إلى ٦٥٥٩.

وهذا هو أول انخفاض في عدد حوادث العنف المرتبطة بالجماعات الإسلامية المتشددة في أفريقيا منذ عام ٢٠١٦، عندما وقع ٢٥١٣ حدث عنف.وصاحب هذا الانخفاض انخفاضاً بنسبة ١٣% في الوفيات المرتبطة بالعنف ضد المدنيين، وهو ما يعكس انخفاضاً في جميع المناطق باستثناء منطقة الساحل.

0 Comments