الكذب الأبيض المقدّس: الاختراق الإخواني للسويد

 

السويد

الكذب الأبيض المقدّس: الاختراق الإخواني للسويد


قدّم كتاب "الكذب الأبيض المقدّس"، منصة لفهم أيديولوجيا وإستراتيجيات حركة الإخوان، وأهم مصادرها الأولية، وكيفية استخدام ازدواجية الخطاب للوصول إلى أهدافها، ثمّ استعرض نموذجاً تطبيقياً في الغرب وهو السويد، وكيف حدث الاختراق الإخواني لها؟ معتمداً على وثائق أرشيف المؤسسات الحكومية السويدية.

يرى مؤلّف الكتاب، المصري الأصل، سامح إيجبتسون؛ أنّ قيادات الإخوان المسلمين بالسويد لا يؤمنون بالحوار ويستخدمون الإسلاموفوبيا لتفادي النقد، وأنّ كتابه يقدّم تعريفاً بالأسس الأيديولوجية لهذا التيار من مصادره الأولية؛ لأنّ شخصيات غربية كانوا أسرى تحليلات غير مرتبطة بالأصول الفكرية للتيار الإخواني، لرغبة في تطويعه سياسياً.

في النموذج التطبيقي للاختراق، يقول سامح إيجبتسون: إنّ "القيادي بالتنظيم الدولي، محمود الدبعي، ذكر في شهادة له نشرتها وسائل إعلام سويدية، أنّ "الجماعة سيطرت على المشهد الديني في السويد، عن طريق كوادر مدرّبين في الحركة، كان عددهم يتجاوز الـ 200 عضو، وهم الآن يسيطرون على "اتحاد الشباب المسلم في السويد"، من خلال السماح لعدد من هؤلاء العناصر بإدارة المنظمة.

ضرب كتاب "الكذب الأبيض المقدّس" مثالاً حول الرابطة الإسلامية، وكيف تأسست ثم أصبحت الممثل الأكبر للإخوان، ليس في السويد وحدها، بل وأوروبا، وهي أول رابطة محلية تأسست للمسلمين العرب في ستوكهولم، عام 1980، وفي التسعينيات من القرن الماضي؛ تحولت إلى رابطة مركزية، بعد أن تأسست عدة روابط محلية في السويد، تحمل الأفكار والأهداف نفسها، وتضمّ في عضويتها اليوم 9 روابط محلية، وأهمها الرابطة الإسلامية في ستوكهولم، التي بنت مسجد ستوكهولم، والرابطة الإسلامية في جوتنبرغ، التي تشرف على مسجد يوتبوري، والرابطة الإسلامية في مالمو، وهناك عدة منتديات شبابية ومؤسسات دعوية وتخصصية؛ كالمؤسسات الشبابية والطلابية والنسائية والإنسانية والإعلامية.

قامت الرابطة، وفق الكتاب، بإنشاء مؤسسات سويدية مركزية تخصصية، لكنّها تابعة للجماعة، مثل اتحاد الكشاف المسلم، ورابطة المدارس الإسلامية في السويد، ومكتب الإعلام الإسلامي، ومؤسسة ابن رشد، والإغاثة الإسلامية في السويد، ومؤسسة قارئ القرآن، ومجلس الأئمة السويدي، وهي اليوم مؤسسات قائمة بذاتها، تتبنى أفكار ومبادئ حسن البنا.

وينقل عن صحيفة الخليج (عدد 27)، بتاريخ نيسان (أبريل) 2011، قول الدبعي: "بدأ الإخوان من خلال الرابطة الإسلامية ومؤسساتها المختلفة، خاصة مسجد ستوكهولم، وذلك بالدعوة للمشاركة السياسية إبان عهد القيادي أحمد غانم، وهو أحد المؤسسين البارزين للعمل الإخواني بالسويد، واستعانت الرابطة بالشيخ اللبناني، فيصل مولوي، للفصل في المشاركة السياسية، فقام بتحرير وثيقة مهمة في وجوب المشاركة السياسية للمسلمين في أوروبا، وتمّ بعدها تشكيل المجلس الإسلامي السويدي، عام 1990".

ونقلاً عن الدبعي نفسه، الذي يشغل موقع رئيس المجلس الإسلامي السويدي؛ فقد تحالفت الرابطة فيما بعد مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي؛ حيث أرسلت رسالة للحزب، في شهر أيار (مايو) عام 1994، أكدت فيها أنّهم أقوى منظمة إسلامية، وينتمي لها 3 منظمات وطنية، مع 77 مؤسسة محلية، مطالبة إياه بدعم بناء المساجد والمراكز الثقافية، ودعم الحقّ في إنشاء المدارس الإسلامية، وحصول المسلمين على إعفاء من الحظر المفروض على الذبح الحلال.

0 Comments