كيف اشعلت جماعة الإخوان المسلمين الحرب في السودان

 

السودان

كيف اشعلت جماعة الإخوان المسلمين الحرب في السودان 

ظهر الكثير من الأدلة التي تؤكد أنّ جماعة الإخوان المسلمين في السودان هي المحرك الرئيسي للحرب الدائرة في الوقت الراهن، وأنّ مسؤولي النظام السابق (المؤتمر الوطني) هم من يخططون ويدفعون لاستمرار هذه الحرب، لكي يستطيعوا إحكام سيطرتهم على السودان بعد استنزاف قوة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

 قد بدأ إخوان السودان يناورون منذ سقوط منظومتهم الاستبدادية في 11 نيسان (أبريل) 2019 من أجل تعطيل مسار الانتقال وإفشال الاتفاق السياسي المبرم بين العسكريين والمدنيين، واتجهت بوصلتهم إلى التخفي خلف الواجهات القبلية والمحلية، والتعاون مع العسكريين لتقويض الحكومة المدنية الديمقراطية بقيادة عبد الله حمدوك، وتنفيذ انقلاب 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2021.

 تنظيم تشكيلات مسلحة

وبحسب الأحداث المتتالية، فإنّه في تلك الفترة أعلنت الجماعة قبل الحرب بأيام تنظيم تشكيلات مسلحة، أبرزها "قوات كيان الوطن"، يقودها ضابط التنظيم، وهو المتحدث الرسمي السابق باسم الجيش السوداني، العميد الصوارمي خالد سعد.وضمّ هذا التشكيل في عضويته ضباطاً إخوانيين متقاعدين، وجرى تكوين ميليشيات مسلحة أخرى تحت مُسمّى "درع الشمال" تضم في عضويتها مكونات قبلية من شمال البلاد، وقوات "درع الوطن"، بعضوية مكونات اجتماعية في منطقة "سهول البطانة" وسط السودان.

وأعلن أحد رموز الإخوان من قبيلة الجموعية المك عجيب تشكيل جناح عسكري للقبيلة، تصدى للثورة السلمية، وأغلق الطرق والجسور أثناء تنظيم المظاهرات السلمية.وشارك في تشكيل تلك الكيانات المسلحة قادة النظام السابق، على رأسهم علي عثمان محمد طه، وأحمد هارون، ونافع علي نافع، وعوض الجاز، الذين غادروا سجن كوبر في 25 نيسان (أبريل) الماضي، أي بعد أيام فقط من بدء الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.

 قوى الحرية والتغيير


واعتبرت قوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم السابق بالسودان) أنّ "خروج مجرمي النظام السابق (المؤتمر الوطني) من سجن كوبر يؤكد أنّ النظام البائد هو من يقفَ خلف الحرب الدائرة في البلاد منذ 15 نيسان (أبريل) الماضي.في تموز (يوليو) الماضي أثار ظهور بعض قيادات نظام البشير في الولايات، والتحريض على الحرب، موجة غضب واستياء، خوفاً من تأجيج نار الفتنة والصراع الدامي.

وذكرت تقارير إعلامية أنّ قادة حزب المؤتمر الوطني المحلول (النظام الحاكم السابق) يتقدمهم أحمد هارون وعوض الجاز التقوا كوادر من الحزب والحركة في ولاية كسلا شرقي السودان، وأنّهم يعتزمون تنفيذ جولة في عدد من المدن شرق ووسط البلاد.وقال بيان أصدره المتحدث باسم هيئة الاتهام في بلاغ انقلاب حزيران (يونيو) 1989 مُعز حضرة وقتها: إنّ "ظهور الاخوان في بعض الولايات الخاضعة لسيطرة الجيش ودعوتهم إلى الحرب العبثية تحت سمع وبصر الجيش وما تبقى من الشرطة، أمر يدعو للدهشة والاستغراب".

الاستخبارات العسكرية

واتهم البيان الاستخبارات العسكرية باعتقال الناشطين السياسيين من المدنيين الداعين لوقف الحرب في مختلف ولايات السودان التي يسيطر عليها الجيش، بينما ترفض توقيف قادة نظام الرئيس المعزول الفارين من العدالة.واسترجع الموقع الأحداث، ليصل إلى الرصاصة الأولى التي أشعلت الحرب، ففي صباح 15 نيسان (أبريل) الماضي سعى الأمين العام لـ "الحركة الإسلامية" علي كرتي، بكل قوة، لتحريك "كتائب الظل" لإطلاق الرصاصة الأولى على قوات الدعم السريع داخل المدينة الرياضية جنوبي الخرطوم، ممّا أدى إلى اندلاع حرب مدمرة.

وبعد أن اعتقلت قوات الدعم السريع كلّاً من رئيس التيار الإسلامي العريض محمد علي الجزولي، ورئيس حزب المؤتمر الوطني (الحاكم السابق) بولاية الخرطوم أنس عمر، في أيار (مايو) الماضي، بثت مقطعاً مصوراً لاعترافات تشير إلى وجود تنسيق سياسي وعسكري منذ وقت مبكر لإفشال الاتفاق الإطاري والتخطيط للحرب الحالية.وأوضحت الإفادات المصورة أنّ هناك مجموعات محسوبة على الجيش وكتائب الإخوان، هاجمت قوات الدعم السريع في مقرها بالمدينة الرياضية جنوب الخرطوم، وأنّ التخطيط لإطلاق الطلقة الأولى والاعتداء على قوات الدعم السريع تم بتدبير من "الحركة الإسلامية".

 الشخصيات السياسية المثيرة للجدل

والجزولي واحد من الشخصيات السياسية المثيرة للجدل، والمعروف بانتمائه لتنظيم (داعش)، ويدعم تنظيمه بقوة الجيش في عملياته العسكرية ضد قوات الدعم السريع.ونشرت صفحة حزب "المؤتمر الوطني" (الحاكم السابق) عبر صفحتها الرسمية بموقع (فيسبوك) تقول: إنّ "هذه حربنا منذ اللحظة الأولى، فلا مكان بيننا للمتخاذلين والجبناء، قم يا مجاهد، وأوفِ بعهدك مع الشهداء، فإمّا حياة تسرّ الصديق، وإمّا ممات يغيظ العدا". 

وأثناء المعارك كشفت تقارير إعلامية مقتل مجموعة من قيادات الصف الثاني في تنظيم الإخوان، وهم: عمر قاسم سراج، والدكتور أيمن عمر فرج، ومحمد الفضل عبد الواحد عثمان.  يُذكر أنّ الولايات المتحدة فرضت عقوبات في أيلول (سبتمبر) الماضي على عدد من قادة الإخوان المسلمين؛ لـ "دورهم في تقويض السلام والأمن والاستقرار في السودان".

0 Comments