دور الشباب في الحد من تلوث البيئة

تلوث البيئة

يعتبر الشباب هم الركيزة الأساسية والكتلة الأكثر ديناميكية في المجتمع بسبب طاقاتهم الجسدية وإمكاناتهم العقلية وقدرتهم على العطاء  ، فهم مَن سيتحملون المسؤولية في المستقبل القريب ، فهم قادرون على التغيير المجتمعي ، ويتم احتواء هذه الطاقات وتوجيهها عن طريق المؤسسات الرسمية والأهلية التي تُعنى بالتنمية الشبابية ، لتصل هذه الطاقات الشبابية إلى القدرة في إتخاذ القرارات وتنفيذ الخطط والبرامج والإستفادة من الخدمات التي تقدمها تنظيمات التنمية لخدمة البيئة.

وبالتالي تلعب دوراً هاماً في الحياة الاجتماعية والاقتصادية وخاصة في مقومات التنمية الاجتماعية، ويستطيع أن يشارك في وضع الأهداف العامة ، والسعي إلى تحقيقها ، ولاتكون المشاركة الشبابية فاعلة وناجحة إلا إذا تمت مشاركة الشباب مشاركة حقيقية بإعتبارهم هم أصحاب المصلحة الحقيقية في التنمية ، فلهذه الفئة دور الشباب في التنمية الاقتصادية والاجتماعية .

تتجلى أهمية مشاركة الشباب في العملية التنموية في تحقيق ذاتهم وشعورهم بأهميتهم وقيمتهم من جهة ، ومشاركتهم في العملية التنموية من خلال وضع الخطط من جهة أخرى فهذا يعني أن هناك إجماعاً اجتماعياً على مشروع يساهم في التطوير .ولا ننسى أيضاً من الأمور الهامة التي تعمل على التطوير الاجتماعي هو شعور الشباب بحجم المشكلة المطروحة والمتواجدة في المجتمع ، والعمل على حلها بعملية المشاركة وبالتالي يكون قد تحقق ما يعرف بالرقابة الشعبية على الأداء الحكومي .

والمشاركة الشبابية تبرز قيادات مجتمعية محلية و تعزز فرص النجاح لمشروعات تنموية ، وهذه الانجازات تعتبر مردودات على المجتمع نفسه ، فتعتبر التنمية الاجتماعية هي الأساس للتنمية الوطنية ، فبنزول الشاب إلى الميدان وتعرفهم على التحديات المتواجدة في المجتمع ، والمحاولة في ابتكار حلول اجتماعية ملائمة هنا تكمن النهضة الاجتماعية في المجتمعات.

الأمم تُبنى بواسطة الطاقات الشبابية ما هي مرحلة الشباب ، وترتقي حضارات الشعوب بهم ،فهم الفئة التي يقوم عليها المستقبل ، فإذا نظرنا إلى ماضي وحاضر الأمة الإسلامية ، نجد بأن حضاراتها وتفوقها يعود إلى همة الشباب ، لهذا يجب الاهتمام بهذه الفئة منذ نعومة أظافرهم وتوجيههم ، وأن يكون للتربية والمعلم دور في زرع القيم و غرس الأخلاق الفاضلة ،من خلال إثارة عقولهم بما يبصرهم بمكانتهم في مجتمعهم ، ويتم ذلك عن طريق العقيدة السليمة والاعتدال ، لتصل عقول الشباب إلى درجة عالية من الوعي والإدراك ويكون لهم دور دور الشباب في نهضة الأمة .

نجد أن هناك نمو في تعداد الشباب ، يجب استثمار هذا النمو بتوجيه هذه الشريحة وتمكينهم لتبني أساليب تفيد البيئة وتحميها من التلوث ، فمن المهم أن ننشر الوعي بينهم وشعورهم بأهمية إشرافهم البيئي ، وفي اليوم العالمي للبيئة ، ينتهز الشباب الفرصة بالبدء بفعاليات توعية ، ويلجؤون إلى تبادل الأفكار مع أفراد الأسرة والمجتمع ، والمناقشة فيما بينهم لمعرفة السبل التي تؤدي إلى حماية البيئة .

ويعمل الشباب على استخدام قوة صوتهم الجماعي، ليقودوا الحملات التوعوية و يدعوا إلى تبني ممارسات تفيد البيئة ، وإن عالم التقنيات المتقدمة سهّل تحركات الشباب التوعوية ،التي تسعى إلى خلق حلول مستدامة ومبتكرة.

انخراط الشباب في المجتمع وتحركاتهم في الحفاظ على البيئة ، يحتاج إلى نهج مدروس وشامل ، لتفعيل دورهم بشكل هادف في المنصات المختصة بحماية البيئة ، على الصعيد المحلي والوطني والعالمي ، وتسخير ابتكاراتهم لضمان دورهم في تنفيذ الأهداف للوصول إلى الاستدامة البيئية.

0 Comments