مشاكل البيئة في ظل ظاهرة الاحتباس الحراري

الاحتباس الحراري

يُعدّ التغيّر المتسارع الحاصل في البيئة أحد الأمور المؤكّدة في الوقت الحالي، والذي أدّى إلى زيادة المخاطر البيئيّة، وإصابة نظام حفظ الحياة بالعديد من الأضرار، وبالتالي زادت الآثار السلبيّة على المدى البعيد على كلّ من النظام البيئيّ والنظام الاقتصادي، وزادت الآثار السلبيّة التي تصيب حياة البشر، خاصة في الحقبة الزمنيّة الحاليّة التي تُعرَف باسم الأنثروبوسين.

وتعد الأنثروبوسين الحقبة التي يعيش فيها الإنسان ويساهم فيها في تغيير معالم ومظاهر كوكب الأرض من خلال الأنشطة البشريّة، والتحضّر، والعولمة، وزيادة عمليّات التلوث الكربوني، والاستهلاك المفرط لموارد الأرض، وتتميّز هذه الحقبة بالترابط والتسارع الذي يسود العالم، ونتج عنها الكثير من المشاكل البيئيّة المعقّدة، وفيما يأتي بعض منها.

يُعرَّف الاحتباس الحراري العالمي بأنّه ارتفاع درجات الحرارة على سطح الكرة الأرضيّة بسبب زيادة كميّات الغازات الدفيئة المنبعثة إلى الغلاف الجوي بما فيها غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يُعدّ المسبب الرئيسي لها، وتؤدي هذه الظاهرة إلى التسبب بالعديد من المشاكل التي تصيب الكرة الأرضيّة، منها ظهور العواصف المطيرة المدمرة. ذوبان الأنهار الجليديّة. التغيّرات التي تتعلّق بكميّات الأمطار الهاطلة على الكوكب. تغيّر معدلات درجات الحرارة بين عام وآخر. تغيّرات المناخ المختلفة على المدى البعيد.

عملت الوكالة الأوروبية للبيئة على تقديم دراسات تشير إلى زيادة متوسّط درجات الحرارة العالميّة بشكل كبير؛ حيث زادت بمقدار 0.3°-0.6° درجة مئوية مع بداية القرن العشرين، وبلغ أعلى متوسّط لدرجات الحرارة عام 1998م، والذي يُعدّ أكثر تلك الأعوام حرارة على الإطلاق، وتشير بعض الدراسات الأخرى إلى ارتفاع متوسّط درجات الحرارة من 0.87°-0.92° درجة مئوية خلال العقد الماضي، وتمّ تصنيف عام 2016م على أنّه العام الأكثر دفئاً على الإطلاق؛ حيث ارتفعت درجات الحرارة بمقدار 1.1° درجة مئوية عن الدرجات التي تمّ تسجيلها في الفترة ما قبل الثورة الصناعية.

وتشير بعض الدراسات إلى إمكانيّة وجود بعض التغيّرات المناخيّة التي تتجاوز الحدود السابقة والحاليّة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث تقدّر هذه الدراسات ارتفاع درجات حرارة الكرة الأرضيّة إلى 2.0° درجة مئوية بحلول عام 2100م، وهذا يعني ضرورة اتخاذ الإجراءات التي من شأنها التقليل من كميّات غاز ثاني أكسيد الكربون حول العالم بنسبة تتراوح بين 50-70% من نسبة الانبعاثات الحاليّة مما يساعد على زيادة مساحات الصحراء بسبب فقدان نسب الماء الكبيرة وذلك حسب دراسة اللجنة الدولية للتغيّرات المناخية

0 Comments