فرنسا تنظم حفلا فكريا عالميًا بمشاركة كوكبة من الفلاسفة والكتاب

مهرجان ثقافي فرنسي

تُنظّم فرنسا مساء اليوم الخميس، فعالية دولية واحتفالية وتشاركية ثقافية “ليلة الأفكار” وهو عرف تحتفل به وزارة الخارجية الفرنسية سنويًا في الخميس الأخير من شهر يناير، وذلك في إطار سياساتها الدبلوماسية الثقافية.

ومنذ إنشاء ليلة الأفكار عام 2016 بمبادرة من وزارة أوروبا والشؤون الخارجية والمعهد الفرنسي، تجتمع خلالها كوكبة من الفلاسفة والكتاب والباحثين والمفكرين والطلاب والفنانين والشخصيات الثقافية والسياسية في فرنسا وفي مختلف أنحاء العالم لتتناول موضوعًات مشتركة.

ومن المزمع تنظيم أكثر من مائتي فعالية في مختلف أرجاء العالم، من فنلندا إلى جنوب أفريقيا ومن جزر فيجي إلى بيرو، وسيعلو صداها بين البلدان والمناطق الجغرافية. في سيدني كما في مكسيكو وسول وبيروت ولومي وتورنتو، ستشارك شخصيات محلية في إمعان النظر في أبرز اهتمامات الشعوب فيما تكتسي هذه الفعالية أهمية إضافية هذه السنة بفضل بعدها الرقمي وإنشاء ما يُعرف بـ "24 ساعة من الليل والأفكار . 

وتمثّل نسخة هذا العام- والتي تتشابه مع نسخة العام الماضي في خضم جائحة فيروس كورونا- أوجه التضامن الجديدة التي فرضتها الأزمة التي تعتري نماذج الدول الاقتصادية والاجتماعية، بل وفي المكانة التي بات يحتلها المجال الرقمي في مجتمعات الدول، ولا سيما المجال الذي صار ينسج علاقات فرنسا بالعالم أكثر وأكثر.

بما أن الأزمة الصحية الراهنة تفرض قيود على التجمّعات والتنقلات، يقترح المعهد الفرنسي على كلّ شخص أن يعيش تجربة جديدة تتمثّل في تمضية 24 ساعة من الليل والأفكار عبر فيسبوك ويوتيوب والموقع الإلكتروني وتم تكييف النسخة السابعة لليلة الأفكار مع الوضع الصحي الراهن، وبالتالي ستُنظّم الفعالية اعتبارًا من اليوم  وستستمر طوال الفصل الأول من عام 2022.

وفي إطار ليلة الأفكار،  وجهت الدعوات إلى الجمهور بجميع أطيافه وإلى مئات المفكّرين والمبدعين والمسؤولين الحكوميين والممثلين عن المجتمع المدني للمشاركة في النقاشات التي تتناول أبرز القضايا الراهنة. وتؤكّد النسخة السابعة لليلة الأفكار هذه السنة البعد الأوروبي الفاعل باعتبار أن فرنسا رئيسة الاتحاد الأوروبي. وفي السياق الراهن الذي تطغى عليه الأزمة الصحية والاقتصادية والاجتماعية، يحثّ موضوع هذا العام من ليلة الأفكار "معًا للنهوض (مجددًا)" على مناقشة المفاهيم المعاصرة للجماعة والعيش المشترك، والحلول التي يجب تقديمها من أجل التصدّي للأزمات، وشروط إعداد ميثاق اجتماعي متجدد. 

فيما نوقش العام الماضي موضوع "تقريب المسافات". لكي يتسنى للفرنسيين التفكير في تبدّل علاقاتهم بالمكان والحركة، كما دعوا بهذا الموضوع إلى التأمل في تغيّر مفهوم الصلات الاجتماعية المعاصرة وفي علاقاتهم بالآخر أكثر من أي وقت مضى.

0 Comments