بدأت السلطات التركية التحقيق مع 53 من كبار موظفي وزارة الخارجية، بزعم استخدامهم تطبيقًا هاتفيًا.
وبحسب مكتب المدعي العام في أنقرة، فإنه يتم التحقيق مع الـ53 موظفا بتهمة الانتماء إلى حركة الخدمة التي تحملها الحكومة التركية مسؤولية الوقوف وراء محاولة الانقلاب المزعوم منتصف يوليو 2016.
ووفق التهم الموجهة إليهم، هؤلاء الموظفين تورطوا في استخدام تطبيق “بيلوك” الذي تقول الحكومة إنه كان وسيلة تواصل للانقلابيين، رغم أن التطبيق كان متاحًا أمام الجميع تحميله عبر الإنترنت.
ومن بين من يتم التحقيق معهم موظفين شغلوا مناصب: “وكيل وزارة التمثيل الدائم” و “ملحق” و “كاتب رئيسي” و “كاتب”، ووجهت إليهم تهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية مسلحة.
وكان الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي التابع للأمم المتحدة أكد أن حملات الاعتقال التي نفذتها حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا خلال حالة الطوارئ ضد كل منتمي إلى حركة الخدمة مخالف للقانون الدولي وتنتهك حقوق الإنسان.
وذكر الفريق في تقريره عام 2020 أن اعتبار استعمال تطبيق بايلوك الهاتفي، وامتلاك حساب في بنك آسيا التابع لحركة الخدمة، والاشتراك بصحيفة “زمان”، والتعلم بمدارس الخدمة، كأدلة على “الانتماء لتنظيم إرهابي” والاحتجاز التعسفي أمر مخالف للقانون. إذ أن تلك الأفعال لا تشكل جرما، بل إنها حقوق تكفلها الاتفاقية الدولية للحقوق الشخصية والسياسية.
ويضاف هؤلاء إلى عدد كبير آخر من الأتراك، جرى اعتقالهم لمجرد وجود هذا التطبيق على هواتفهم. وابتكر هذا التطبيق مبرمج أميركي من أصول تركية يدعى "ديفيد كينز"، بحسب ما ذكرت صحيفة "حرييت" التركية في مقابلة مع الرجل في أكتوبر 2016.
وأكد كينز للصحيفة أنه تعلم في مدارس تابعة لشبكة غولن، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب المزعومة في يوليو 2016، ويتخذ من الولايات المتحدة منفى اختياريا له.
بعدها انتقل كينز إلى الولايات المتحدة لإكمال دراسته الجامعية، لكنه ينفي انتماءه إلى جماعة غولن، وإن كان قد أقر بصداقته مع أعضاء في الجماعة.
ويقول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن التطبيق "كان الوسيلة السرية لتواصل الانقلابيين"، و"لا يستخدمه إلا المنتمون إلى حركة غولن"، وفق صحيفة "زمان" التركية.
وتجرى كل عمليات الاعتقال بتهمة استخدام هذا التطبيق، حتى وإن لم تكن مشاركة صاحبه فعلية في محاولة الانقلاب.
و"بايلوك" هو تطبيق آمن للدردشة النصية والمكالمات الهاتفية، ومن أبرز ميزاته أنه يعمل بشكل جيد على شبكات الاتصال من الجيل الثاني 2G، لذلك فإن استخدامه لا يحتاج شبكات متطورة من الناحية التكنولوجية.
ولا يسمح "بايلوك" بالتواصل مع آخرين إلا إذا كان المتصل يعرف اسم المستخدم الذي يريده الاتصال به أو الكتابة إليه، على عكس خدمات التطبيقات الأخرى التي تكتفي برقم الهاتف للتواصل بين أي شخصين. ويعمل التطبيق على الهواتف الذكية التي تستخدم أندرويد باستخدام بصمة الإصبع، مما يضمن أن مستخدمه هو الوحيد الذي بإمكانه التواصل مع الآخرين.
0 Comments