تحالف "الحوثي - القاعدة" المحتمل.. ماذا ينتظر البحر الأحمر؟

 

الحوثي - القاعدة

تحالف "الحوثي - القاعدة" المحتمل.. ماذا ينتظر البحر الأحمر؟

تتّجه أزمة الصراع المحتدم في منطقة البحر الأحمر نحو مزيد من التصعيد، في ضوء المعلومات المتواردة بشأن سعي جماعة الحوثي للاستعانة بتنظيم القاعدة؛ للمشاركة في العمليات ضد التحالف الدولي لحماية الملاحة البحرية، في خطوة تحمل الكثير من التداعيات.

ولم يستبعد خبراء احتمالات التنسيق بين الحوثي والقاعدة، لافتين إلى أنه ليس أمرا جديدا، لكن من شأنه إشعال فتيل الأزمة لمستوى غير مسبوق.

وكشفت مصادر يمنية عن لقاءات عقدت في صنعاء والحديدة، بين الحوثيين وعناصر تنظيم القاعدة، بهدف إقناعهم بالمشاركة في العمليات البحرية واستهداف المصالح الغربية من خلال تنفيذ هجمات انتحارية.

حدود توظيف القاعدة عسكريا من جانب الحوثي

يقول الكاتب السياسي اليمني وضاح الجليل، لـ"سكاي نيوز عربية"، إنه لم يعد خافيا أنّ جماعة الحوثي استخدمت تنظيم القاعدة في الكثير مِن الحالات والمواقف لخدمة أجندتها ومخطّطاتها، برغم أنها تتهم خصومها بأنهم متطرّفون ويساعدون تنظيم القاعدة أو يموّلونه، كما أنها تصف أعداءها بأنهم دواعش، وكان هذا أحد مبرراتها في حربها ضد اليمنيين وفي انقلابها أيضا، ولا تزال توجّه لهم هذه التهمة.

حسب الجليل، أثبتت الكثير من الوقائع أنّ جماعة الحوثي استخدمت القاعدة في العديد من المهام، خصوصا في المناطق المحرّرة، أي مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، وذلك لإحداث اختراقات أمنيه وتنفيذ عمليات اغتيالات لقادة عسكريين ومسؤولين ومجاميع من قوات الأمن والجيش وأفراد المقاومة، إلى جانب التفجيرات والاختطافات.

تخادم الحوثي والقاعدة

يُشير الجليل إلى أن التعامل بين القاعدة والحوثيين قد ظهر في الكثير مِن المواقف، واستغلّت جماعة الحوثي حوادث أمنية لتنظيم القاعدة في الدعاية لصالحها، وظهر تنظيم القاعدة في مناطق تماس بين الجيش والمليشيات التابعة للجماعة، ونفّذ عمليات إعدام مصوّرة لأشخاص جرى اختطافهم وإخفاؤهم من نقاط تفتيش، وزعم التنظيم خلال عمليات الإعدام أنهم عملاء لأجهزة الأمن اليمنية وأجهزة المخابرات الغربية.

هل تنفّذ القاعدة عمليات بالبحر الأحمر؟

وفق الجليل، تعلم جماعة الحوثي بصعوبة المهمّة التي أقدمت عليها في اعتداءاتها على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وأن صعوبة هذه المهمّة تتطلّب منها استخدام وابتكار الكثير من الأدوات، خصوصا أنها لا تنوي التراجُع أو وقف عملياتها في البحر الأحمر، ودخلت في تحدٍّ كبير مع الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفائهما الغربيين.

ويُشير الكاتب اليمني إلى أن الجماعة، من خلال هذه الأخبار والتسريبات، تدرس حاليا خيار استخدام تنظيم القاعدة، لكون عناصر هذا التنظيم لديهم خبرات قتالية نوعية، وقدرات على توجيه ضربات موجعة وحسّاسة، إلى جانب استعدادهم لتنفيذ مهام انتحارية، وهو ما تفتقر له الميليشيا الحوثية.

وتعلم جماعة الحوثي أن بإمكانها استغلال الدافع العقائدي الذي يتوفّر لأفراد تنظيم القاعدة، وهو العداء الصريح للغرب، والذي عادة ما يلجأ التنظيم إلى استقطاب وتجنيد أفراده تحت تلك الشعارات، بينما لا يملك أفراد جماعة الحوثي نفس قوة الحافز والاستعداد للعمليات الانتحارية برغم أن شعاراتها موجّهة تجاه الغرب، بحسب الكاتب اليمني.

بوادر هدنة وتحالُف ضمني

يلفت الباحث المختصّ بشؤون الإرهاب محمد مختار قنديل إلى أن خريطة التفاعلات بين جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة خلال السنوات الأخيرة، تؤشّر إلى أن التحالف بين الطرفين ليس مستبعدا، لكن بشروط.

ويذكر قنديل، في خلال العام الماضي ظهرت بوادر تجدّد الهدنة بين القاعدة والحوثيين، فمنذ يناير 2023، عقب توجيه خالد باطرفي في أثناء لقائه قيادات ميدانية؛ من بينهم أبو الهيجاء الحديدي، وأبو علي الديسي، وأبو أسامة الدياني، وأبو محمد اللحجي، بعدم توجيه ضربات في مناطق سيطرة الحوثيين، والتركيز فقط على عمليات ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، مما فسّر آنذاك بكونه بوادر تحالف ضمني أو بالمعنى الأدق هدنة بين الطرفين.

ويشير قنديل إلى أنه خلال الفترة من مايو إلى يوليو 2023، ظهرت مؤشّرات على تصاعد استخدام تنظيم القاعدة للطائرات المسيّرة، حيث شنّ نحو 7 هجمات في شبوه، مستهدفة القوات المتحالفة مع المجلس الانتقالي الجنوبي.

وعلى الرغم من نفي محمد علي الحوثي، في أغسطس 2023، مد القاعدة بطائرات مسيّرة، فإنه في سياق توقّف القتال بين الطرفين، هناك احتمال بأن تنظيم القاعدة حصل على دعم حوثي، بناء على المصالح المشتركة.

0 Comments