الوقاية من أمراض الكلى

الكلى

قد لا تلقي بالًا بعمل كليتيك، لكن اعلم أنهما تعملان على مدار الساعة، كفلتر عالي التقنية يعمل على مدار الساعة لدمك. إنهما يعالجان ما يقترب من ١٥٠ جالونًا من الدم كل أربع وعشرين ساعة لينتج عنهما ما بين جالون إلى اثنين من البول تفرزاه كل يوم.

إن كانت إحدى كليتيك لا تعمل بشكل سليم، فهذا يعني أن فضلات عملية التمثيل الغذائي سوف تتراكم في الدم وقد يؤدي هذا إلى ظهور أعراض مرضية مثل الضعف، وقصر النفس، والارتباك، واضطراب النبض. إلا أن معظم من يعانون قصورًا في وظائف الكلى لا يلحظون أية أعراض مطلقًا، فإذا فشلت كليتك تمامًا، فسيكون عليك إما وضع واحدة جديدة (زرع كلى) أو الالتزام بالغسيل الكلوي، وهي عملية تنقية الدم بطريقة صناعية. لكن المتبرعين بالكلى ليسوا متوافرين، ومأمول عمر الشخص الملتزم بالغسيل الكلوي أقل من ثلاث سنوات. فأفضل لك أن تحافظ على صحة كليتيك بالمقام الأول.

ورغم أن الفشل الكلوي قد يقع فجأة نتيجة إصابة بمادة سامة معينة، أو بالعدوى، أو بانحباس البول، فإن معظم أمراض الكلى تكون عبر فقدان تدريجي لوظائفها عبر الوقت. هناك مسح عام ذلك أن من يتمتعون بوظائف كلى طبيعية من الأمريكيين لا تجاوز نسبتهم ٤٠٪، بهبوط عن نسبة ٥٢٪ التي كانت قبل عقد. واحد من كل ثلاثة أمريكيين في سن الرابعة والستين يعانون مرض كلى مزمنًا، ذلك رغم أن ثلاثة أرباع المصابين قد لا يكونون على علم بمرضهم. إن أكثر من نصف الأمريكيين البالغين ما بين الثلاثين والرابعة والستين من العمر يتوقع لهم الإصابة بمرض كلى مزمن.

فلم إذن لا نجد ملايين الناس على أجهزة الغسيل الكلوي؟ لأن تدهور وظيفة الكلى يدمر بقية الجسم على نحو لا يبقى الناس معه أحياء ليصلوا إلى مرحلة الغسيل الكلوي، في دراسة تم فيها تتبع أكثر من ألف أمريكي على مدى عقد، وجد أن واحدًا فقط من كل عشرين يصل بالفشل الكلوي إلى مرحلته الأخيرة، فمعظم الآخرين مات فعلًا قبل هذه المرحلة، وقتلت أمراض القلب والدورة الدموية منهم أكثر مما قتلت كل الأمراض الأخرى مجتمعة.

ذلك أن الكلى مهمة جدًّا لأداء جيد للقلب حتى إن من يعانون فشلًا كلويًّا ممن هم تحت الخامسة والأربعين تزيد احتمالات وفاتهم مائة مرة بأمراض القلب على أولئك الذين يتمتعون بكلى سليمة.

ماذا عن الجانب المشرق؟ الأنماط الغذائية الأصح لقلوبنا – تلك التي تقوم بالأساس على أغذية نباتية غير معالجة – هي أفضل سبيل للوقاية من أمراض الكلى وعلاجها.

0 Comments