الأدوار التربوية لمواقع التواصل الاجتماعي

التواصل الاجتماعي

لقد ظهر في العقد الأول من هذا القرن ثورة جديدة في عالم الاتصال التواصل الاجتماعي، كان لها الانتشار الأكبر على مستوى العالم، فربطت بين أجزاء المعمورة، ودخلت إلى عقولنا، وأنفسنا، وبيوتنا دون استئذان، لم تعرف صغيراً أم كبيراً، متعلماً أم جاهلاً، ذكراً من أنثى، إنّها مواقع التواصل الاجتماعي، الفيروس الاجتماعي الجميل.

وما إن ظهرت هذه المواقع بإمكاناتها الهائلة والجذابة، والتي لامست الطبيعة الاجتماعية لفطرة الإنسان التي خُلق عليها، حتى أصبحت المؤثر الرئيس في عمليات التفاعل الاجتماعي، على المستوى الفردي، والأسري، والمجتمع ككل.

وقد دارت في أذهان العديد من العلماء والباحثين والمتخصصين في مختلف العلوم التربوية والنفسية والاجتماعية العديد من الأسئلة حول مواقع التواصل الاجتماعي ودورها التربوي، ومحور هذه الأسئلة: ما هو التأثير التربوي والنفسي الذي يمكن أن تحدثه مواقع التواصل الاجتماعي ؟؟؟

هذه السؤال المحوري وغيره الكثير من الأسئلة ما زالت موضوع حوار ونقاش لدى المتخصصين في العلوم التربوية والنفسية، ويبحثون عن الدور الإيجابي أو السلبي الذي تقدمه هذه المواقع، آخذين باعتبارهم تسلل هذه المواقع إلى واقعنا التربوي دون حدود أو قيود، ودون انتظار موافقتنا عليها، فهي واقعٌ محال، فضلاً عن إدراكنا لبحث السبل المختلفة حول تكييف هذه المواقع لخدمة رسالتنا التربوية والنفسية في هذا المجال.

المنتشرة على شبكة المعلومات العالمية (Internet)، والتي تسمح لمستخدميها عمل صفحات شخصية تتيح عمليات التواصل الاجتماعي، ونشر الأفكار والمعلومات والخبرات وتبادلها عبر تلك الصفحات وعلى هذه المواقع، وتكوين الصداقات الافتراضية، وإرسال الرسائل العامة والخاصة، مع إمكانية إتاحة عرض أخبارهم أو حجبه.

تعد مواقع التواصل الاجتماعي من المساهمات التفاعلية في تطوير التعليم، وتحويل المدرسة من بيئة تعليمية محصورة بجدرانها إلى الانطلاق خارج أسوارها، ليتجاوز التعليم حدود الزمان والمكان، بالإضافة إلى إشراك جميع أطراف العملية التعليمية مع المجتمع بأولياء أموره ومؤسساته المختلفة، وإضفاء الجانب الاجتماعي على عملية التعليم.

فمواقع التواصل الاجتماعي تزيد من امكانية فرص التواصل، وترفع من مستوى مهارات التواصل والحوار لدى الطلبة، كما أنها تعمل على ارتفاع مستويات النمو الاجتماعي لدى الطلبة، من خلال مشاركة الطالب لجميع الفئات الاجتماعية في مجتمعه الافتراضي ضمن مواقع التواصل الاجتماعي، والقضاء على مشاكل الخجل والإنطواء، وذلك من خلال الفرصة الحقيقية للتواصل الافتراضي، وتنمية مهارات الطالب الاجتماعية.

وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي من المؤسسات الإلكترونية التربوية الاجتماعية المهمة التي تقوم بدور تربوي مهم في تربية الطلبة وإكسابهم المعارف العلمية السليمة، والعادات والتقاليد إذا أُحسن إدارتها.

كما إنها تسهم في تنمية مختلف جوانب شخصية الطالب سواء الأكاديمية أم الاجتماعية أم النفسية، فالعملية التعليمية ليست مجرد تلقين أو كتاب يدرس، إنما هي علمية تفاعلية تشاركية تهدف إلى بناء الشخصية المتكاملة لهذا الطالب.

0 Comments