محاولات جماعة الاخوان اليائسة للعودة للمشهد السياسي في السودان


الاخوان في السودان


حذر مراقبون سودانيون تحدثوا من مغبّة استمرار تلك المحاولات التي ستزيد الأزمة في البلاد تعقيداً، لكنهم أكدوا في الوقت ذاته أنّ المحاولات من جانب الجماعة محكومة بسيناريوهات الفشل؛ بسبب عدة عوامل أهمها؛ حالة الرفض الشعبي لهم، والتفكك التنظيمي الذي تعيشه الجماعة على مدار سنوات وعدم قدرتها على الدخول في تحالفات سياسية قوية.

ويرى الخبير السوداني المختص في شؤون الجماعات الإرهابية والإسلام السياسي، فتحي عثمان مادبو، أنّ العودة إلى المشهد السياسي في السودان بالنسبة لجماعة الحركة الإسلامية، "غير ممكنة"، فتلك الجماعة لم تخرج فقط من كراسي السلطة إنما خرجوا من قلوب أهل السودان وعقولهم نتيجة لما ارتكبوه من موبقات ومهلكات بحق الوطن والمواطن، وفق مادبو.

وعن العوامل التي أدت إلى تراجع شعبية الإخوان في السودان، ففي الوقت الذي  يتحدثون فيه عن الحريات العامة وفساد الآخرين فهم من نالوا قدح الصدارة في سجلات الفساد والاستبداد حتى تذيل السودان في عهدهم قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم، مستطرداً: صحيح أنّ حالة التراخي التي حدثت عقب قرارات 25 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي جعلت بعضهم يعتقد أنه قد أصبح بالإمكان عودة الإخوان إلى المسرح السياسي من جديد، لكن هذا الأمر "لن يحدث أبداً".

ويرجع الخبراء السودانيين عدم عودة الإخوان للسلطة في السودان إلى عدة أسباب أولها؛ أنّ الحركة الإسلامية تفرّقت وتمزّقت قدرتها على إحداث أية تغييرات في المشهد السياسي نتيجة الخلافات حول السلطة والثروة، والأمر الثاني هو خروج تيارات عديدة من الحركة الإسلامية والوقوف ضد الحركة الأم فاق عددها الـ 5 تيارات أبرزها المؤتمر الشعبي والإصلاح الآن، أما السبب الثالث فيتمثل في التركة الثقيلة في مجال انتهاكات حقوق الإنسان وإحراق دارفور، في حين يكمن السبب الرابع في  تورطهم في ملفات الفساد المالي والإداري.

حذّرت تقارير أوروبية من احتمالات عودة تنظيم الإخوان إلى السلطة مجدداً في السودان باستغلال حالة السيولة السياسية والأمنية خلال الوقت الراهن، وأكدت التقارير أنّ مثل هذه المحاولات للتسلل مجدداً إلى المشهد السياسي السوداني ستعّقد جهود الحل وتزيد من حدة التوترات المتفاقمة في البلاد على نحو غير مسبوق. 

وفي هذا السياق، أعرب وفد أوروبي أمريكي مشترك عن بالغ قلقه من إعادة تنصيب أعضاء النظام السابق لجماعة الإخوان في أجهزة الحكم بالسودان، وقال الوفد، الذي يضم مسؤولين رفيعين من فرنسا وألمانيا والنرويج وبريطانيا وأمريكا والاتحاد الأوروبي في بيان صحفي بختام زيارته إلى السودان في 28 نيسان (أبريل) الماضي، إنّ إعادة رموز النظام السابق سيزيد من حدة التوترات في المجتمع السوداني ويصعّب تنفيذ الإصلاحات.


0 Comments