خطة البرتغال للسيطرة على العالم من خلال كره القدم

خطة البرتغال للسيطرة على العالم من خلال كره القدم


صحيح أن دوري كرة القدم البرتغالي ليس ضمن ما يسمى من دوريات "الخمسة الكبار" ولا ينظر إليه على أنه دوري تنافسي، كون اللقب يبدو محصوراً دائماً بين بنفيكا، بورتو وسبورتينغ لشبونة مع ظهور بعض الأندية المنافسة بين فترة وأخرى لهم وأبرز تلك الأندية سبورتينغ براغا الذي بدأت شعبيته ترتفع بشكلٍ تصاعدي خصوصاً في ظل مشاركاته المستمرة في السنوات الأخيرة بمنافسات الدوري الأوروبي وإن كانت عابرة، وبشكلٍ عام لا تعتبر الأندية البرتغالية ذات ثراء كبير مقارنة بكبار الأندية في القارة العجوز إلا أننا هنا لنوضح خطة الكرة البرتغالية للسيطرة على العالم خلال الفترة القادمة.

منجم للذهب في كرة قدم أوروبا

تعتبر الأندية البرتغالية منجماً للذهب في كرة القدم الأوروبية واستطاعت تصدير العديد من اللاعبين للقارة العجوز، وتعد أندية هذا الدوري الأكثر ربحيةً في نافذة سوق الانتقالات دائماً، كونها تتعاقد مع اللاعبين من قارة أمريكا الجنوبية بأزهد الأسعار مقابل بيعها بمبالغ مرتفعة إذ دائماً ما يحققوا أرباحاً هائلة تساوي الخمسة أضعاف مما ينفقوه على جميع الصفقات.

ومن أبرز اللاعبين الذين أخرجتهم هذه الأندية من قارة أمريكا الجنوبية في السنوات الأخيرة من البرتغال "أندرسون، مانغالا، فالكاو، جيمس رودريغيز، ليساندرو لوبيز وجاكسون مارتينيز، وقد اشتراهم نادي بورتو جميعهم بمبلغ إجمالي قدره 36 مليون يورو، وتم بيعهم بما يقارب 208، وقد تم ضرب هذا المثال لتوضيح خطة واستراتيجيات الأندية في برازيل أوروبا من ناحية صقل المواهب وثم إظهارهم وتطوير مستواهم تمهيداً لبيعهم.


استثمار الأكاديميات لزيادة الدخل

على الرغم من أن استراتيجية شراء اللاعبين من أمريكا الجنوبية ومن ثم بيعهم لأوروبا قد أثبتت نجاحها بشكلٍ كبير، إلا أن مجموعة أخرى من أهم اللاعبين في الدوري تأتي من أكاديميات الشباب.

وتعتبر أكاديمية سبورتينغ لشبونة واحدة من الأفضل في العالم، وتشمل قائمة طويلة من اللاعبين البارزين الذين تخرجوا منها "فيغو، رونالدو ناني، جواو ماريو، ويليام كارفاليو، روي باتريسيو، جواو موتينيو وكريستيانو رونالدو" وهي الأكاديمية الوحيدة التي تمكنت من إنتاج اثنين من أفضل اللاعبين خلال القرن "فيغو ورونالدو" عدا أن الفريق الفائز ببطولة اليورو 2016 كان 10 منهم لاعبين سابقين في أكاديمية لشبونة.

ولا تقل أكاديميات بنفيكا وبورتو أهمية وإن كانت إنتاجيتها أقل من لشبونة وما يظهر تأثير هذه الأكاديميات على المنتخب الوطني البرتغالي أن برازيل أوروبا منذ بداية القرن الحادي والعشرين لم يغيبوا عن أي بطولة كبيرة، وجميع مشاركاتهم في بطولة أمم أوروبا كان الوصول إلى ربع النهائي على الأقل أحد إنجازاتهم.


تطوير اللاعبين والجانب الإداري

يعتبر الدوري البرتغالي المكان المثالي للاعبين الشباب والموهوبين لصقل مواهبهم، وتنمية مهاراتهم في اللعب بدوري أقل تنافسية من الدوريات الخمسة الكبرى، كما إن مناخ الكرة في البرتغال والبيئة الرائعة تساعد اللاعبين على التطور بهدوء دون أي ضغوط خصوصاً في ظل التشارك والتشابه باللغة الواحدة وكذلك بعض العادات والتقاليد.

كما أن نجاح البرتغاليين ليس على صعيد اللاعبين فحسب، بل تميزوا أيضاً بالجانب الإداري مثل جوزيه مورينيو وفيلاس بواش وليوناردو جارديم وفرناندو سانتوس وغيرهم.

ومع حصول السبيشل ون مورينيو على 25 جائزة ولقب مع مختلف الأندية التي دربها فإن الكثيرون يصنفونه كأفضل مدرب في تاريخ كرة القدم على الإطلاق

كما قاد سانتوس برازيل أوروبا لأول لقب قاري بالفوز ببطولة أمم أوروبا 2016 وأحدث جارديم خلال المواسم الأخيرة نقلة نوعية مع نادي موناكو محلياً وأوروبياً.


الوكلاء السوبر والتفوق الأوروبي على بعض الأندية

مع انتقال كرة القدم وتغير صفقاتها إلى أن تكون مادية ضخمة، فهناك الوكلاء الموجودين لجعل أي صفقة ممكنة والتحدث مع العملاء وإقناعهم ومن هذه الناحية يعتبر البرتغالي جورج مينديز أفضل وكيل للاعبين على الإطلاق، وساهم بعددٍ كبير من الصفقات المميزة والمثيرة للجدول.

كما تتفوق أندية البرتغال على أندية فرنسا من ناحية الألقاب الأوروبية بمجموع أربعة في دوري أبطال أوروبا "لقبين لصالح بنفيكا ولقبين لصالح بورتو" مقابل لقب واحد للكرة الفرنسية كما يعتبر ناديا بنفيكا وبورتو ضمن أكثر عشرة أندية نجاحاً في أوروبا، وذلك بالإحصائيات والأرقام الرسمية إذ تملك أندية البرتغال أحد عشر لقباً قارياً.


أعظم لاعب في التاريخ ؟

عدا هذا وذاك، فقد أنجبت الكرة البرتغالية للعالم الدون كريستيانو رونالدو صاحب الخمس كرات ذهبية والذي يعتبره الكثيرون – رغم تفوق ميسي – عليه من ناحية هذه الجائزة اللاعب الأعظم والأفضل في التاريخ.


نظرة أخيرة على البرتغال

البرتغال كان لها دائماً تأثيراً على المنافسات الكروية فلولا تواجد رونالدو لما شهدنا احتكاراً للكرة الذهبية بينه وبين ميسي لمدة عشر سنوات متتالية قبل أن يكسره لوكا مودريتش عام 2018 كما أنه لربما لن تنجح العديد من الصفقات المميزة لولا تواجد وكيل أعمال سوبر مثل مينديز ودخلت برازيل أوروبا التاريخ أيضاً كأول منتخب يحقق لقب بطولة دوري الأمم الأوروبية الصيف الماضي على حساب الطواحين الهولندية.

في بلد تعد فيه كرة القدم أسلوباً للحياة، لن تتوقف البرتغال على أن تكون منارةً معترف بها عالمياً لكل ما يتعلق باللعبة الجميلة.

0 Comments