بدأت حالة من الذعر تظهر بين عناصر التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية بعد دعوات سياسية وشعبية في الكويت لحظر التنظيم وإعلانه إرهابيًا.
وظهرت تقارير عن تحركات سريعة ومكثفة من إخوان الكويت وقيادات التنظيم الدولي للحيلولة دون حظر التنظيم، وحرص عناصر التنظيم البارزون في الكويت على إعلان فك الارتباط التنظيمي عن إخوان مصر واستقلالهم عن الجماعة.
وبعد إعلان الكويت القبض على خلية الإخوان الإرهابية وتسليمها إلى مصر في يوليو/تموز الماضي، تصاعدت التوقعات بشأن قرب إعلان الكويت حظر التنظيم وتصنيفه إرهابيًا.
وصعدت مجموعة من السياسيين والبرلمانيين والكتاب الكويتيين مطالبهم للحكومة بحظر الإخوان، أبرزهم، يحيى السميط وزير الإسكان السابق، والدكتور عبدالله الغانم أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت، والكاتب الصحفي فؤاد الهاشم، والإعلامي الكويتي فهد السلامة، والكاتبة عائشة الرشيد.
ونشرت صحيفة "السياسة" الكويتية تقريرًا بعنوان سياسيون يطالبون بحظر الإخوان بالكويت، أوردت فيه مطالبات عدد من السياسيين بضرورة التعامل مع ملف الإخوان باعتباره تنظيمًا إرهابيًا وبدء إجراءات عاجلة لحظره.
التبرؤ من إخوان مصر
وأوضح مصدر، لـ"العين الإخبارية"، أن التنظيم الدولي اجتمع قبل أيام في تركيا؛ لمناقشة أزمة إخوان الكويت بعد التطورات الأخيرة، بحضور ممثلين عن إخوان مصر والكويت وتونس.
وأشار المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى تأكيد الحضور ضرورة فك ارتباط الجماعة بالكويت بالجماعة الأم في مصر وكذلك التنظيم الدولي كمخرج آمن للأزمة.
وبالرغم من قيام السلطات الكويتية بتعقب عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي الفارين إليها من مصر بعد صدور أحكام قضائية ضدهم وتسليمهم إلى بلادهم فإن قرار حظر التنظيم لا يزال عالقا ولم ينكشف عنه الستار بعد، ويرى مراقبون أن تأخر القرار يرجع لعدة أسباب أهمها أن الجماعة تعمل متسترة خلف مؤسسات رسمية في الدولة.
وقال الكاتب الصحفي الكويتي أحمد الجارالله إن جماعة الإخوان هي وباء المنطقة العربية، مؤكدًا أن دولة الكويت لن تتهاون في التعامل مع ملف الإرهاب الذي يهدد الأشقاء، وأكد أن الملاحقات داخل الكويت مستمرة لعناصر تنظيم الإخوان الإرهابي.
حظر التنظيم مطلب شعبي
وأكد الجارالله، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن الربيع انتهى بين جماعة الإخوان الإرهابية ودولة الكويت، مشيرًا إلى أن إعلان جماعة الإخوان تنظيمًا إرهابيًا مطلب شعبي في البلاد، مرجحًا أن يلقى استجابة الدولة.
وأوضح الجارالله أن بلاده مستمرة في ملاحقة عناصر الإخوان من أعضاء الخلية الإرهابية وجميع المطلوبين، ولن تسمح بوجود أي شخص مطلوب على أراضيها، وذلك يتم بالتنسيق المباشر مع السلطات المصرية، مؤكدًا أن الكويت لن تكون مأوى للإرهابيين مثل دول أخرى.
كما أكد الجارالله استمرار ملاحقة جميع المتورطين بالعمل مع خلية الإخوان الإرهابية التي تم توقيفها في الكويت منتصف يوليو/تموز الماضي، وجارِ استدعاء كافة من تعامل معهم للتحقيق.
وتمثل جماعة الإخوان المسلمين في الكويت رقما مهما وصعبا في معادلة التنظيم الدولي للجماعة، خاصة أنها تعمل ضمن المؤسسات الرسمية ولها ممثلون في البرلمان.
وما يجعل إخوان الكويت كادرا مؤثرا في التنظيم الدولي وخياراته واختياراته، هو اندماجهم في الحياة السياسية، فضلا عن قوتهم المالية والاقتصادية التي تعد قوة ضاربة للتنظيم الذي بات محاصرا في عدد كبير من الدول العربية، حيث إن إخوان الكويت يمثلون حافظة الأموال التي ينفق منها التنظيم الدولي على بعض أنشطته وتحركاته الخبيثة سواء في الدول الأوروبية أو الدول التي يقوم التنظيم بدعمها بالمال.
من جانبه، قال الكاتب الصحفي الكويتي حسين جمال إن بلاده تتعامل بشكل حاسم في ملف إخوان مصر ولا تتساهل ولا تساوم في هذا الإطار، مؤكدًا أن الكويت موقفها واضح تجاه تنظيم الإخوان أو أي تنظيمات قد تضر بعلاقات الكويت الخارجية.
وأوضح "حسين"، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أنه لا يوجد مسمى رسمي للإخوان بالكويت والمسميات مختلفة لكن جمعية الإصلاح الاجتماعي هي الجهة المقصودة.
وضبطت الكويت في يوليو/تموز الماضي 8 عناصر من خلية إخوانية مصرية صدرت ضدهم أحكام بالسجن في مصر لاتهامهم بالضلوع في ارتكاب عمليات إرهابية، وتم تسليمهم للقاهرة.
ووقعت مصر والكويت اتفاقية في مجال التعاون القضائي تشمل تبادل المعلومات والتنسيق في القضايا واستكمالها، وذلك بالتزامن مع زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للكويت مؤخرا.
وذكرت مصادر كويتية في وقت سابق أن 300 إخواني هربوا من البلاد خشية الملاحقة الأمنية.
وأكد المحلل السياسي الكويتي فهد الشليمي أن مطالبات تجريم جماعة الاخوان في الكويت جاءت كي لا يحصلون على تمويل أو يتوفر لهم ملجأ، وهناك جمعيات تجمع الأموال لأهداف سياسية، كما أن 5 من المتهمين عملوا في جمعيات خيرية تحت ستار جمع التبرعات، موجهًا رسالة للإخوان في الكويت:" القادم أسوأ لكم".
وتابع الشليمي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أنه لا شك أن تنظيم جماعة الإخوان إرهابي بمعنى الكلمة ولم يعد سياسيا.
ويرى المفكر الإسلامي ثروت الخرباوي فكرة انفصال إخوان الكويت عن التنظيم الدولي غير صحيحة وخرافية لم ولن تحدث.
وأشار إلى أن هناك الآلاف من عناصر الجماعة في العالم دخلوا إلى الكويت وتم تشغيلهم في مؤسسات وهيئات خيرية وبترولية وفي وزارة الأوقاف.
وقال الخرباوي، لـ"العين الإخبارية"، إن التنظيمات الإخوانية لديها فروع ووجود قوي داخل مؤسسات الدولة الكويتية، لا سيما في وزارة الأوقاف، فهناك تواجد لهم في العديد من الهيئات مثل الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية التي تعتبر فرعا من فروع الهيئة الأم في سويسرا، وتلقى الدعم القوي من قيادات التنظيم الدولي كـ"يوسف ندا" وغيره، وأيضا للإخوان علاقة قوية بالهيئات التي تجمع الأموال، والتي يتم توجيه بعضها لخدمة أهداف التنظيم".
0 Comments